ساءني ما كتبت يوم أمس، ليس لموضوعه وإنما لطرحه. منذ قَبلت بالتحدّي، وأنا أعرف أنّ لدي الكثير لأقوله، ولديّ ما أريد حقًا الاستفاضة في شرحه. ولركض الأيّام وعدم وجود الكتابة في قائمة المهمات العاجلة، تراكمت عليّ الأفكار، ومتأكدة حتّى الآن من حاجتي للجلوس بتفرّغ للكتابة، أن تكون هي شغلي الشاغل طوال اليوم. ورغم معرفتي بندرة حدوث ذلك، بقيت أترقّب في أحيان كثيرة اللحظة المناسبة، والتي أعرف قطعًا أنّها لن تأتي. والنتيجة؟ مغامرة كتابة نصّ مستعجل للتحدّي عن مواضيع عميقةٍ جدًا كالإحسان أو الأمانة أو المسؤولية، فكرة غير جيدة البتّة.
كلّ ما فكّرت به عندما بدأت، أنني لا أريد جعل التحدّي يمرّ وكلّه أحاديث تدور حول شخصيّة المتحدث وحياته أو أفكاره. وهنا ظهرت لي على السّطح مجددًا، مشكلة.. عندما يرى الكاتب أنه ينكشف أمام نفسه بالنّصوص، وزيادةً على ذلك يعرِض ما كشفته له نفسه على الملأ! مشكلة ثقيلة.
في النّص السّابق، بدى كيف كنت أحاول شرح فكرة عميقة، فدرت حولها في كلّ جملة ولم أصل.. فتذكّرت طقوس الكتابة التي يسخر منها جماعة من النّاس، بينما هي لأصحابها حجر الأساس لأعمالهم، ولأنه لا يمكن أن ترفع بنيانًا فوق لا شيء؛ من الطّبيعي ألّا تكتمل النصوص بلا قواعد خاصّة.
وعلى ذكر الطّقوس والسّخرية، قال أحمد خالد توفيق: "فى حياة كل منا أشياء ثمينة جدًا، لكنها تجعل الآخرين يتهموننا بالتفاهة أو الضحالة أو الجنون إذا عرفوا بها، ونتهمهم نحن بالغباء وتبلد المشاعر عندما يبدون سخريتهم." وهو ما ينعكس على كلّ الأمور لا الكتابةِ فقط.
هل يبدو هذا النّص تعللًا وتعذّرًا من شيء ما؟ ربّما. لعلّه لنص اليوم الثالث المبتور، أو لنَفَسِ الكتابة الذي قُطع حبله يوم أمس حتّى لا تزيد شفافية الكلمات ويكتمل التحدّي بحكايا تبدو كمقدماتٍ متاحة للتعارف. لكن لا بأس، عليّ أن أتعلم من كلّ ذلك درسًا واحدًا فقط، أن أُقسّم ساعات اليوم بشكل جيّد.. يمكنني من كتابة نصّ موزون ولو قليلًا لا نصّ مستعجل آخر اليوم اتقاء خسارة التحدي فحسب!
عنوان هذا النّص ظريف، راودني بعد كتابة النّص، والسبب كان الاستياء الذي ذكرته. هذه التحويلة لأعود بالنّصوص إلى طريقها الأوّل، دون محاولةِ اختلاق موضوع للكتابة عنه.. نفس عميق، وعودة..
أروى بنت عبدالله
٢١ شعبان ١٤٤٢هـ
٤ ابريل ٢٠٢١م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق