الاثنين، 19 أبريل 2021

تحدّي الكتابة (١٩) فاصل إعلاني..


ليس عندي ما أكتبه اليوم، كلّ ما أريد فعله الاعتكاف على البحث والنّوم. أستلقي الآن كمن عاد من معركة، أو لنقل سباق جَري. أنهيت القائمة التي أعمل عليها منذ أسبوع، وسلّمتها. عرضت البحث الذي لم أنهه حتى الآن، وفي منتصف العَرض دخل أخي الصغير قائلًا "مرحبًا"، أجزم بأن كلّ من كان نائمًا أو متعبًا من الطّلاب حينها استيقظ، حتّى أنا.. همست له "اخرج اخرج"، لكنّه صرخ بأعلى صوت: "أعطتني ماما آيسكريم، آيسكريم السَنْدَويِكة". يا إلهي ماذا يحدث! مكبّر الصّوت مفتوح وعَرض الشرائح مفتوح صوتي وحده الذي انقطع، استغرق الأمر ٢٠ ثانية حتّى أتمكن من إغلاق كلّ شيء وأذهب إليه بعد أن أنهى ما جاء يقوله بالطّبع... "أرجوك اذهب أنا أكلّم الأستاذ"، "انظري إلى الآيسكريم أولًا". 

حسنًا، انقلبت موازين كلّ شيء في دماغي، ضحك الجميع وانتهى الأمر، لا بأس، سأعود لإتمام العَرض، فتحته مجددًا.. "عدتُ دكتور، أعتذر على الفاصل المنزلي".. -لم يستطع الأستاذ كتم باقي ضحكته- "لا بأس، الأطفال هكذا لا يمكن تقييدهم". 

تابعت عَرض نتائج البحث بنشاط كبير رغم حرارة الجو التي تسبب بها آيسكريم أخي، ورغم ذلك التّمام الذي يبدو أنّه كان مرضيًا.. بدأت دورة جلدٍ تتعقبني كلّ مرّة بعد كلّ عرض وتسليم، كنت أستطيع جعله أفضل وأجود! 

لا أريد الخوض في حديث لجلد الذّات عن ترتيب الأولويات، والعجلة، والتعامل مع الأمور بهدوء رغم البراكين التي تحدثها. لكن لا بأس، كلّ هذا يمكن أن يحدث. حتّى هذا النّص الذي أحاول إتمامه على عجلة من أمري، لإغلاق ملف اليوم والانتقال لما بعده. لا بأس في العجلة وفي فاصل إعلاني قبل بدء الثلث الأخير من هذا التّحدي.. 


أروى بنت عبدالله 
٦ رمضان ١٤٤٢هـ 
١٩ ابريل ٢٠٢١م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق