الخميس، 22 أبريل 2021

تحدي الكتابة (٢٢) أحكام وأرزاق..

يجب ألّا يمتنع الإنسان عن مشاركة ما يُحبّ بسبب نفخِ النّاس لإنسان آخر يعمل في نفس المجال. تزعجني فكرةُ أن يوضع اسمك في منافسةٍ لست فيها فعليًا، تضعك ثم تصبّ عليك الأحكام صبًّا. لماذا يقول البعض ما لم يُطلب منهم وما لم يُسألوا عنه؟ 


يمكن أن يعمل عشرة في نفس المجال، ويكتب الله لجميعهم نجاحًا باهرًا يليق بعمل كلّ منهم. والهواية ليست محصورةً على فرد دون غيره. أمقت أن يعيش النّاس حياتهم بالمقارنات، ألا يشعروا بالرضا ويسخطوا حين تصيب غيرهم حسنة أو رزق، وأن يتلذذوا بالشماتة واستعراض أرزاقهم كأنهم كسبوها بقوّتهم. وأسوأ ما في ذلك العيش، ألا يهنأ الإنسان ولا يستقر شعوره تجاه الآخر. فتجده في حرب باردة غريبة غبية، تغذّيها أفكاره ويقتات منها لأذيّة الآخر. 


حتّى في المِعرفة، يجب ألّا يزهد الإنسان بما عنده، وألّا يتواضع تواضعًا يضرّه فيما استخلف فيه من علم. وأتذكّر هنا عبارة يرددها أستاذ القانون الأوغندي، الذي درّسني أهمّ مقرر قانوني في حياتي الأكاديمية، الحوكمة.. ذكر لنا مرةً فكرةَ أحلامِ المنام، كلنا ننام ونحلم، لكن لكل منا حلم لا يراه غيره، ولا يعرف تفاصيله غيره، ولا يمكن مطلقًا لأي مخلوق معرفته. هكذا الأفكار، لا يراها النّاس كما تراها، ولا يعرفون تفاصيلها في عقلك أو مخيلتك، ولا يمكن لهم مطلقًا معرفة أي شيء ما لم تقله. هذه الفكرةُ مريحة وعميقة، مهما تكررت بعض المشاريع، سيلقي الله في فؤادَ النّاس القَبولَ لأحدٍ دونَ آخر. يكتب لكل مشروع جمهوره المناسب، ولكل فكرة عملاءها المناسبين، ولكل قائد فريقه المناسب. 

المهم من كلّ ذلك، أن يؤمن كلّ فرد بأن الله أعطاه ما لم يعط أحدًا من العالمين. أن يستشعر تسخير الله لهذا الكون بما فيه له. أن يدرك قيمة الفكرة، والكلمة والمعلومة، وألا يحقرها ولا يحقر نفسه. كما يعرف الآخرون ما لا تعرفه وتراه نقيصةً في نفسك، أنتَ تعرف ما لا يعرفونه! منحك الله ما يناسبك ويميّزك وحدك، ما يعينك على المضي في السبيل الذي أراده لك أنت. 

أروى بنت عبدالله 
٨ رمضان ١٤٤٢هـ
٢٢ ابريل ٢٠٢١م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق