الثلاثاء، 13 أبريل 2021

تحدّي الكتابة (١٣) مُستَرَاح..


هنيئًا لنا جميعًا هذا المُستراح، هنيئًا لنا بلوغ خَير الليالي، أطرافُ نورٍ تتراءى للقلوب، تضيء لها الدّروب لتشحذها بالجدّ إلى العلياء. "عجبًا من طامع في الجنّة، فتِحَ البابُ ولمَّا يدخُل". قدّم يمناكَ وادخل، ادخل بألحان السّعد في روحك، وجذوة السّعي إلى الفردوس،  ادخل موسم العفو، مستشعرًا أنّه فرصة العمر، شهر يعتني فيه المرء بروحه. ثلاثون يومًا لاستثمارٍ عظيم يقدّمه كلّ فرد لنفسه، زمان العمل الذي يرفعك في الدنيا والآخرة. 

مضى عامٌ كامل، بقيت في أثناءه أستذكر رمضان الفائت، أحمد الله عليه ليلَ نهار، أتنفس عميقًا بتلك الذكّرى وبالعَمل.. كانت أيامًا مباركةً جدًا، بفضلِ الله الذي وفّقنا لنظام اتبعناه جميعًا في المنزل، والتزمنا به معًا. كانت أبرز اختلافاته الرَوَاح الذي يصحب صلاة التّراويح وركعات القيام لنَا جمعًا وفرادى، حين تحوّلت المكتبة إلى مصلًى نتعاهد على وجودنا فيه. مقرّ صلوات الجماعة التي ما وقفت منذ أغلقت المساجد حتّى اللحظة، وحلقات التلاوة الجماعية، عن سجدات التلاوة فيه ولذّة شعور الختمة العائلية في العشر الأواخر. أتحدّث عمَ؟  عن السّهر الطّويل الموصول بالنهار إلا قليلًا، بين أوراق الكليّة وبحث التخرّج، عن الليلةِ التي قضيتها أسجّل عرض البحث النهائي. عن البرنامج الوحيد الذي تابعته وعشت معه تفاصيل ومشاعر عظيمة جدًا، "قدوة"، للشيخ فهد الكندري، عن رسول الله الحبيب ﷺ. 

وهاهي ليالٍ جديدة، نسأل الله أن يكرمنا بها ويعيننا على قيامها، فضل عظيم أعاده علينا وبلّغنا غرته ونسأله أن يبلّغنا تمامه، ويجعلنا من الذين يقتربون من الفردوس زُلفى وينالون العتق من النار. عن العهود التي قطعنها إلى أين صارت وماذا تحقق منها، عن الدّروب التي عزمنا السّير فيها هل أكملناها أم توقّفنا؟ أشعر هذه المرّة بميلادٍ جديد لكلّ اللحظات المباركة، لكلّ التغيرات التي حصلت، وأتساءل في داخلي عن كرم الله وعظيم فضله مجددًا، لقد منّ علينا برمضان آخر، بأيّام استثنائية أخرى كلّ مع أسرته وفي منزله. أيامٌ يُعاد فيها ضبط البوصلة في المنازل. تغرس في أرض السّائرين إلى الله بذورًا جديدة، تظلل طريقهم. 


أروى بنت عبدالله 
٢٩ شعبان ١٤٤٢هـ
١٣ ابريل ٢٠٢١م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق