سِتّ نصوص أخرى تفصلنا عن النّهاية، لا وقت لديّ لأقف وأُقيّم النّصوص السّابقة، وأكتب النصوص الأخيرةِ بشيء من العَجلة كالمُعتاد. توقّعت أن أكتب النّصوص في وقت أبكر، لكّن كلّ شيء مضى ووقف عن الحاديةِ عشرة معظم الأيّام.
وقتُ الجُلوسِ الأخير خلال اليوم، يسكن فيه الكَون، وأنعس إِلّا قليلًا. أغلق الأجهزة والدّفاتر، أرفع الأقلام، وأكتب النّص قبل أن أترك الهاتف لأنام. جدولُ عملٍ غريب في رمضان، الذي يُسهَر ليله وتدخل الأجساد في غيبوبةٍ بداية النّهار حتّى منتصفه. أستيقظ للسّحور، أصنع كوب قهوة كمن يقوم ليفطر في أيّامه العاديّة، تجعلني مستيقظة بعدها ومتيقظة للعمل. أعود ظهرًا للقيلولة قبل أن أقرر ما الطّبق الذي سأقدّمه اليوم. يبدأ تجهيز الفطور، نفطر، نذهب إلى المزرعة، نعود لنصلّي التّراويح، العشاء. ثمّ؟ نصل للحاديةِ عشرة.
تبدو السّاعة بالنسبة لي مَرسَى، أُنيخ على سواحله راحلتي، أكتب بعض النّصوص عادة لكنني لم أكن أكترث بمشاركتها، أكتبها وأنام قبل أن أتمّها. شيء حانق في أحيان، وشيء أكتب فيه صورةَ اليوم والطّقس الشّعوري في أحيان أخرى.
ولماذا شيء حانق؟
في حِوار مع الصّديقة العزيزة النّاقدة الأديبة مُزنة، كنّا نتحدّث عن بعض ما يدفعنا للعمل. فذكرنا الغَضَب، كيف يندفع الإنسان بقوّةٍ نحو وجهته.. لا يبغي من دونها حولًا. لا يرى من شغله غير ما غضب لأجله، فينجز بذلك الغضب في ساعتين ما لم ينجزه فيه أسبوعين. يبقى مشتعلًا كنار تأكل غابة، فيعضّ أوراقه ويشدّ أقلامه بين يديه.
تفريغ الغَضب في العمل أمر جيّد، لأنه يُخلّص الإنسان من تبعاته التي تقود إلى الانتقام، ولأنه يحرّكه للعمل بسرعة.
سأنشر النّص هكذا، دون العودةِ لما فيه، قبل أن يسقط الهاتف على وجهي...
أروى بنت عبدالله
١١ رمضان ١٤٤٢هـ
٢٤ ابريل ٢٠٢١م
السّبْت ١١:٢٩م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق