أتذكّر أني أخبرتكم في أحد النّصوص شيئًا عن نهايةِ المراحل في حياتنا وبداية أخرى. مثلها تمامًا نهاية هذا التّحدي. بيد أن من عجائبه أنّي كتبت يوم أمس نصًّا فجريًا ونسيته لأنني لم أنشره، وكتبت مساءً نصًّا آخر. وهذه الأعجوبةُ تدحض فكرة الملل من الكتابة بسبب الانهماك في التحدي.
كان هذا اليوم مرهقًا، مرّت عليّ خلاله ثلاث أخبار وفاة، كان أحدها لفتاةٍ يراودني شكّ بأنها التي كانت تجلس على يميني في المدرسة عندما كنا في الصّف الثّامن. لم أجرؤ حتّى الآن من سؤال أي فتاة أخرى عنها لأتأكد من الخبر أو أنفيه.
تراكمت عليّ بعض الأعمال، وسيتطلب مني الأمر اعتكافًا حقيقيًا عليها لتفادي حصول أي أضرار. بعد غدٍ اختبار نادي التلاوة النّهائي، المعلّمة تبذل معنا قصارى جهدها، ونعمل نحن فرادى على أنفسنا، نراجع ونتلو ونصحح. بالإضافةِ إلى التزامات أخرى منها استشارة قانونية أجّلت مراجعة أوراقها، وأخرى استشارة بحثيّة عليّ إتمامها خلال يومين. ويا لعجب قدرتي على اختصار كلّ تلك الأعمال في هذه السّطور بينما أراها كبيرة وكثيرة مقابل الوقت الذي يجب أن أتمّها فيه. لا بأس، ييسّر الله كلّ عسير، ويفتح من عنده لمن شاء من عباده، يشدّ وثاق الأحلام ويرزقنا قوّة احتمال وتجاوز العقبات، ويمنحنا طاقة الانطلاق مجددًا كلّ مرّة.
أتت في هذه الأثناء نُتيلة، لترسل لي مجموعة أناشيد، "أروى، المجموعة الرّابعة عن القوّة والعزم ستعجبك كثيرًا"، لقد أعجبتني كثيرًا يا حبيبة. أُحبّ شخصيًا الجزء الثاني من مجموعات أناشيد قناة بسمة، وفي كلّها ما تأنس به روحُ الطّفولة وتتجدد وتنتعش. ومنها في الجزء الثالث أنشودة الرّاوي، أشعر في كثير من الأحيان أنّها كتبت لي، في معانيها ما يخصّني بشكل عجيب. في مطلعها رياحينُ حكايا، وفي صفة الرّاوي ذاته حكاية خاصّة مرتبطة بطفولتي التي أتذكّر منها نداء الأحبّة لي تدليلًا بالرّاوي.
يذكّرني هذا بتعلقي القديم بقنوات المجد، وبراديو دال للأطفال بشكل خاصّ، كنت أستيقظ في الصّباح الباكر قبل الجميع لأفتحه في التلفاز لأن إخوتي يفضلون الكرتون المرئي أكثر من السمعي.
وليس اهتمامي بالإعلام وبرامجه النّابعة من المبادرات السّعودية شيئًا غريبًا أو خارجًا عن المألوف، لا يُفرّط الطفل الصغير بعد أن كبر في فرصةِ أن يتعلّم من روّاد المجتمع الذي تابعه في سنينه الخالية.
نختم بهديّة الليلة، مجموعة نُتيلة المفضلة لهذا الأسبوع: https://youtu.be/Wn4ALyh_qO0
أروى بنت عبدالله
١٥ رمضان ١٤٤٢هـ
٢٨ أبريل ٢٠٢١م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق