قد يبدو تعثُرًا آخر، أسحبُ به نفسي في السّاعةِ الأخيرةِ من اليوم لأكتُبَ نصًّا. عندما اخترت أن أدوّن بعض المذكرات وأبعث بعض الرسائل، تبادرت إلى ذهني الصّور التي تعكسها هذه المواقِعُ عنَّا. قبل ثلاث سنوات على الأرجح، بدأت طاقتي تنسحب تدريجيًا منها، تركت صخب نشر الكتابات، وفعاليات أسلات قلم الأدبيّة، وبثّ الأفكار والآراء واليوميات في مختلف المنصّات.
لازمتني الكتابة، ولازمني هاجِسُ الذّات الالكترونية الغَرِيب. كيف تجمّع صفحة سابحةٌ في فضاءِ الشّبكة البشر من أصقاع الأرض، فتقرّبها وتقاربهم، وتصنع منهم مجتمعات بتوجهات مشتركة، يناقشون القضايا ويخرجون بالحلول ويسعون لتطبيقها. لطالما آمنت بقوّة الإعلام، وبأهميته، ولم أجدني يومًا أميل إلى فكرةِ أن وجودنا في البرامج المتاحة لنا كمنابر، أمرٌ عرضيّ أو شكل من أشكالِ التّرف. وإن كان غالب ما يظهر منه على السطح العشوائي تلفٌ وزبد ذاهب.
عزمت قبل أشهرٍ العودة، ولأنّ الأمر جدّ، بقيت مدّتها أبحث عن الصّورة التي كنتها سابقًا، فوجدتني كما أنا، غير أنّه بسبب الانقطاع ربما، ظهرت صورةٌ هادئةٌ جدًا، مرتاحةُ البال، ولا يظهر في جانب أي أهداف مُعلنة أسعى لها. وجدت صورةً شفّافةً جدًا، اهتمامات واضحة، وتوجّهات جليّة.. لكن! ما الرّسالةِ التي تحملها روحُ مثل هذه؟ ما رؤيتها للحياة وللحروب الطّاحنةِ التي تدور حولها؟ ومحاميّة؟ لمَ لا تدخل في نقاشات الحركات الحقوقية؟ أين هي منها؟ لعلّ في الدّراسةِ ما يشغلها كثيرًا ويمنعها من المشاركة..
والحقيقةُ كلّ الحقيقة، أنّ دمجَ العالم الافتراضي في الحياةِ اليوميّة الطبيعيّة للإنسان، تحتاج شيئًا من العَزم، وجَلَدًا قويًّا. لا يعتمد الأمر على مدى مواهبنا في الكتابةِ أو التصميم أو الرّسم أو القراءة، ولا على هواياتنا التي يحكمها هوى النفس، وإنّما على صبرنا، على الإرادة، وعلى الفكرةِ التي تستفزنا وتستنزفنا، على ما نريد حقّا الوصول إليه.
ولا أرى شيئًا يدفَعُ الإنسان في هذه الدّروب وغيرها، كما يفعل استشعار المسؤولية، مسؤولية تحقيق القِيَم التي نؤمن بها. ولا يحرّك الفرد منا شيء، كما يحرّكه الإيمان. ما الإيمان؟ ...
أروى بنت عبدالله
١٨ شعبان ١٤٤٢هـ.
٢ ابريل ٢٠٢١م.
الجمعة ١١:٤٢م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق