الجمعة، 16 أبريل 2021

تحدّي الكتابة (١٦) لحظةُ المواجهة..


هذه لحظةٌ أرى فيها طيفَ خسارةِ نُقطَةٍ أُخرى. بدأتُ بالكتابة عن مرمرة، فقاطعني أحد إخوتي الصّغار بسؤال.. 
- "أروى ماذا تكتبين؟" 
- أكتُب نصّا لتحدّي الثلاثين 
- "كيف؟ ما هذا؟" 
- إنّه تحدٍ بيني وبين صديقتي، أن نكتب في كلّ يوم نصًا، لمدة ثلاثين يومًا..
- "من؟" 
- ميعاد 
- وماذا تكتبن؟ 
- عن أي شيء المهم أن نكتب كل يوم
- ما هذه الفكرة! 

نعم صحيح! ما هذه الفِكرةُ التي تسألني عنها يا أخي! لمحتُ لؤلؤ عين متعطشة للمعرفة، فضولية، وتسترق النّظر، لا أعرف ما إذا كان سبب سؤاله أنّه انتبه لاسم مرمرة بين السّطور.. من يدري. 

لكنه أوقد في ذهني فكرةً لمسابقةٍ إبداعية في الكتابة، أظنني سأعمل عليها بعد أسبوعين إلا إذا أنهيت أبحاث الفصل قبلًا، أو ربما أقتنص لهما فرصةً الأسبوع القادم. وربما بعد شهر، من يدري...

أُحبّ أن يكون الإنسان قادرًا على فهم نفسه وشرحها وإدراك مختلف ما يجول في حياته من خلال الكلمات، الكتابة فِعلُ مواجهة لا يجرؤ عليه أي أحد. 

وأتذكّر هنا محاولةَ هربٍ افتعلتها قبل سنتين، حين تخبّطت في تجربة فنون أخرى كالرّسم، أمارسه منذ زمن، لكن التجربة كانت في جعله بديلًا عن الكتابةِ في التّعبير، وكنت فعليًا أمتنع عن الكتابة عمدًا وتحت ضغط كبير. لم أُفلح بالطّبع، وعلى إثر تلك المحاولة، تعرّضت لانتكاسة غريبة جعلتني أخاف فكرةَ مُشاركة ما أكتب، كنت أخبئه كمن يدسّ كنزًا معرضًا للسّرقة.

أدركت بعدها أن الكتابة مختلفة عن باقي الفنون والعلوم. يمكن تفريغ الطّاقات في غيرها، لكن.. وحدها كانت فِعْلَ مواجهة حقيقي. ومن لا يستطيع ولا يقوى على مواجهةِ نفسه، ولا يكتب ليفهم نفسه، ولم يجرّب الكتابة في سبيل معرفة هذه النّفس.. بعيد بعض الشيء، وربما بعيد بخطوات كثيرة عن فكرةِ الاستثمار النّوعي الذي يرقى به وبحياته، وبعيد عن الجديّة في التعامل مع ذاته وما يُدخلها فيه من مواقف وظروف ومراكز في الحياة. 

من كلّ ذلك، أرى أن أثر معلّم الكتابة عظيم، وفي التشجيع عليها ودعمها إحسانٌ لأرواح البشر. يجعلني هذا أتساءل، إلى أين يمضي هذا التّحدي؟ هل سيخرج بأثرٍ ما؟ كيف سأكون بعده يا ترى؟ وما سيكون بعده! ياربّ.. 

أروى بنت عبدالله 
٣ رمضان ١٤٤٢هـ
١٦ أبريل ٢٠٢١م 
الجمعة ١١:٢٣م.  

*مرمرة، اسم فَرَس نحبّها وتحبّنا، كنتُ أكتب عنها بدافع الشّوق، لكن الحديث عنها قد يطول، ولن يسعفني الوقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق