الأحد، 11 أبريل 2021

تحدّي الكتابة (١١) سؤال كلّ ليلة..


عندما أفكّر في احتمالية طرقِ باب خاطئ، أتذكّر أن للجنّة ثمانية أبواب، وأن الدّخول من أيّها فوز ونجاة وغاية عظمى. 

وبما أنّ للغايةِ العظمى كلّ تلك الأبواب، ما حال أهدافنا الصغيرة وآمالنا البسيطة التي نسعى في مناكب الأرض بغية الوصول إليها؟ لماذا نستسلم إذا سدّ في وجهنا الطّريق بسبب خَير رُدّ على إثره الباب الذي طرقناه؟ في الحياةِ مُتّسع للتجارب، لا ندركه بلا فشل نتعلّم منه، أو سقوط نقوى بعده، أو باب مغلق نحاول فتحه أو نتّجه إلى غيره. 

تمرّ عليّ كثيرًا فكرةُ أن تغيّر الطّريق إذا لم تتيسر لك، لكن الحقيقة أن كلّ الطّرق محفوفة بالمشقّة والعسر. لن تجدّ أشجارًا وارفةً على جانبي الطّريق كلّ مرّة، لا بدّ من المرور على صحراء قاحلة، أو جبال متفاوتة الارتفاع. لن تجدّ ما تستظل به دائمًا، ستنام تحت شمس حارقة، وتمرّ عليك ليالٍ قارصة حتّى تصل. اسأل الله دائمًا أن يكون معك، ويتولاك، واستشعر كونك ملحظ عنايته، محاط بنظره، ومستهدٍ بنوره. به وحده تقوى على خوض الرّحلة بقوّةٍ وعَزم وجَلَد، وبهداه تدرك الباب الذي تطرقه والباب الذي تبتعد عنه، المسار الذي تختاره والمسار الذي تحول عنه. 

وأتذكّر هنا الليلة التي قالت فيها أُمامة عن فكرة قرأتها، "أتعجب ممن أُتيح له سؤال الله كلّ ليلةٍ سؤالًا يستخيره فيه أمرًا، ويُفرّط فيه!" وهذا أعمق تأمّل سمعته عن معنى الاستخارة في حياة المؤمن. عن الله الخبير، يعرف ما يصلح لك وما لا يصلح، أفلا تستشيره كلّ ليلة؟ في كلّ ما أشكل عليك في الحياة.. ياربّ، أرني الحقّ حقًّا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلًا وارزقني اجتنابه. وما ألذ استيقاظك صباحًا وفؤادك انشرح لطريق دون غيره، أو صدّ عن أمر وكنت لا تتخيل رجوعك عنه. ما ألطف الله وما أعجب فتحه.. 

ماذا عن سؤال كلّ ليلة؟ تسأله موقنًا بالإجابةِ، واثقًا بنتيجتها، ومتّجهًا لها بكلّ حواسك، وعاملًا بها عمل المُطمئِن أو باحثًا بعدها عن دروب أخرى وأسئلة. 

أروى بنت عبدالله 
٢٨ شعبان ١٤٤٢هـ
١١ ابريل ٢٠٢١م 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق