السبت، 3 أبريل 2021

تحدّي الكتابة (٣) أَحْسِن..

 



من إحسان المرء على نفسه أن يكون مُحسنًا. أن يُحسن القَول ويحرص على تحسينه، أن ينتبه إلى أفعاله، ومنها أخصّ هنا: الفكرة، والنظرة، والنبرة، والظنّ. يصلُحُ بالإحسَانِ قلبك، "أحسن لنفسك، كن لها، بصلاحها خَير المعين". 

ألا ترى في أفكار الآخرِ شرّا مضمرًا، لا تحللها لتخرج بصورةِ سيئٍ عوضًا عن السّبعين عذرًا التي أوصاك بها نبيّك ﷺ. واجعل من فهمك لنظرات الآخر، ما يعينك على الإحسان له لا على الشكّ فيه بمحاولة استقراء ما خفي عنك. حتّى نبرةُ الشِّدَّةِ التي تجدها من قريب أو أخ، لا تحملها في نفسك لتنتقم لها، بل ارأف بحاله في شدّته ولا تكن أنت وما جلبه عليها ضدّه. وكلّ هذه الرؤى تعينك على حُسنِ الظنّ، على التخفف. 

كلّنا نريد أن نعيشَ خِفافًا، أن ننال من نعيم الدّنيا نومةً هنيّة. لا نفكّر في إساءةٍ قُصدت لنا أو لم تُقصد، ولا في الخدوش التي تركناها بقصد أو دون قصد. وعلى ذِكر الخِفّة، قال أبي يوم أمس "من يخافُ الله؛ لا خوف عليه، ولا خوف منه". عن الخَوف الذي يتبعه الأمان والاطمئنان، ويحرّكه الإحسان. من يخاف الله لن يؤذي أحدًا لا بقصد ولا بدونه، ولن يتأذّى وإن فهو محتسب أجره. وما ألذّ أن يستشعر المرء أنّه ملحظ عناية الخالق المحسن، وفي معيّته. 

قد يبدو ربطُ الإحسانِ بالخوف أمرًا غريبًا غير مفهوم. لكن، ما الذي يمنعك من تشنيع رأي شيخ على رأي آخر في مسألة خلافيّة؟ خوفك من الله يدفعك إلى إحسان النظر إلى الفِكرة، فترى في الخِلاف رحمة، وتمضي تطبق ما ترى وتأمر بالمعروف الذي ترى دون غلظة. وهذا عين الإحسان. ما الذي يمنعك عن التجهّم في وجه من حولك؟ خوفك من الله، لأنّك تحبّه وتحب أن تكون كما يُحبّ. وأحب خلقه إليه عز وجل، محمّد ﷺ، كان بسامًا طلق المحيا.. فتُحسن لنفسك باتباعه، وتحسن للآخرين بصدقةِ تبسّمك. 

وعلى ذلك يقاس شيءٌ من الفِكرة، وإن كان في الشرحِ قصُور العجلةِ في كتابة نصّ عن هذا للتحدّي. نُحسِن لأننا نحب الله المُحسن، ونُحسِن لأننا نخاف ألّا نفعل فنفقد النّورَ الذي أحسنَ الله إلينا بهِ حين خلقنا وفطرنا عليه. 

﴿وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ وَأَحسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾ [سورة البقرة:١٩٥]
تذكّرت هذه الآية، وليس في الوقت ما يُسعف لكتابة تدبّرها، وفي تدبّر الآيات إحسان عظيم أيضًا...  

هديّة الليلة: https://youtu.be/9or9h0A5oxY 
عسى أن تكونُ النّصوص القادمةُ في وقت أبكر🌧.. 


أروى بنت عبدالله 
٢٠ شعبان ١٤٤٢هـ. 
٣ ابريل ٢٠٢١م. 
السّبْت ١١:٠٤ص




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق