السبت، 19 أبريل 2014

قصيدةُ طفل

*أخي المرداس، ما شاء الله!
.
.
الزمان/ ليلاً.
المكان/ صالة المنزل.
الشخصيات/ أفراد العائلة.
الحدث/ مجتمعون على سفرة العشاء.
.
بعدما أنهى الجميع وجبتهم استمرت النقاشات و الحوارات حول مواضيع متفرقة طرحها الجميع بالتناوب..
.
.
*فجأة!
صوت طفل صغير!
مستلقٍ بين أحضان أمه! 
يصرخ :"
قائلا: ما هذا الصباح القاسي ..
.
تُعَقِب سيدة عجوز ..
كيف للمساء أن يكون صباحا!
و أنى لك أن تعلم عن قسوة صباحك المزعوم هذا! 
عجباً لكَ يا طفلاً ستحمل راية الأمة غداً ..
.
.
هل هذا ما تعلمته من العربية؟
بل منذ متى تعلمت العربية؟
.
كيف لك هذا و أنت خريجُ الشتاء الثالث!
هل تتعلم اللغة منذ نعومة أظفارك!
هل استطعت إدراك مفرداتها،
حتى وصلت لمعاني القسوة و الحرب فيها!
كيف علمت أن هناك ما يدعى بـ ألم!
.
ماذا عن ذلك الدب الذي سمعت قصته للتو؟
عندما تعلمت منه أن قتلك لدبٍ ما يجعل مشاعره تنتقل إليك و تصبح في حينٍ دباً و في حينٍ آخر تعود إنساناً!
و لا تعود إنساناً لأنك أردت ذلك! بل لأنك وجدت قلادة تحمل مشاعر إنسانيتك! 
.
.
و بعيداً عنك :" 
هل يحتاج عالمنا لقلادة تعيد له إنسانيته؟
هل يجب أن تنتقل مشاعر الأموات في الحروب إلى أجساد القتلة ليشعروا كم هو قاسٍ فعلهم؟
هل نحتاج إلى العروبة المزعومة في أوجه السلاح؟
هل نحتاج للعروبة المستعارة من مقبرة اللاوجود؟
هل هناك من هو بذاك الحمق في مجتمعاتنا العربية؟
.
هل يحمل كل منّا رسالة إلى هذا العالم؟
أم أننا نعيش لنرى الأيام تمر تترى و نحن بلا حراك!
نعيش لأنفسنا نحن؟ و لحياتنا نحن؟
نتغافل عن سر الوجود و نتغلغل في دنيا اللحود! ثم ماذا؟ 
.
.
هل نحتاج لقمح و ماء! فقط .. 
لنستعيد عروبتنا المدنسة إثر إنتشار الملاجئ العربية في بقاع الأرض من أقصاها إلى أدناها!! 
هل ارتضينا لتاريخنا العريق الملطخ برائحة الدم العتيق، أن يكون سُداً و لا شئ؟ لأن دماء العربي أصبحت رخيصة جداً!! 
.
.
صدقتَ يا طفل!
صدقتْ كلمات قصيدك يا طفلي!
حينما ناديت في  تثاؤب المساء!
بقسوة الصباح! 
.
.
#أروى_العَبريةة 
١٩ جمادى الثاني ١٤٣٥ هـ 

هناك 4 تعليقات:

  1. ما شاء اللہ تبارگ ربے ..
    ربے یحفظہ یا رب الشاعر الصغیر

    ردحذف
  2. ما شاء الله، ألجمت كلماتي، حروفك تنمو فيّ وتغذيني، حفظك ربي <3

    ردحذف
    الردود
    1. الحمد لله حق حمده،
      قالت لي رفيقتي يوماً: لعل الحروف هي سفيرة المشاعر في أحايين كثيرة!
      و أراك تؤكدين ذاك يا رفيقة..

      و حفظك ")

      حذف