.
.
لمَ يا صديق!
تقول بأنني ذهبت و تركت وحيداً؟
ألا تعلم حقاً من أكون!
ألا تعلم كم كنت لك سنداً؟
ألا تذكر كم بكيت عل كتفي حين أثقلتك الحياة؟
ألا تذكر يوم أن تراكضنا؟
ألا تذكر يوم أن ابتسمنا حين أنكر رفيق كلمة
قلتها لأحدهم؟
ألا تذكر يوم أن قلت لي موقفاً أضحكك؟
ألا تذكر يوم أن أخبرتني عن وفاة صديقك؟
ألا تذكر كم بكيت يومها؟
ألا تذكر يوم أن كنت تسحب يدي و نغادر المكان
إلى اللامكان؟
ألا تذكر يوم أن قلت لي لا تقل لا في مجلس؟
ألا تذكر يوم أن نصحتني و عاتبتني؟
ألا تذكر يوم أن قلت لي انتبه من فلان؟
ألا تذكر يوم أن قلت لي الحمدلله فلان تغير؟
ألا تذكر يوم أن كنا نتحدث ليال طويلة ؟
ألا تذكر يوم أن تناقشنا حول مغادرتك
للمدرسة؟
ألا تذكر يوم أن قلت لي أن البقاء صعب و
المغادرة أصعب؟
ألا تذكر يوم أن أتيتني ببشرى و أتيتك بأخرى؟
*هل أسألك المزيد!
هل تظن أنني بذلك أبعثر أوراق الماضي؟
هل أنا كثير النسيان؟
قد لا تذكر شيئا و قد لا أذكر كل شيء!
لكن! حتماً هناك من عبق الأيام رائحة عالقة
بالذاكرة!
أنا أخطئ و أنت تخطئ هو يخطئ أيضاً!
لكن الله الذي ألف بين قلوبنا يوما لا يخطئ
أبدا!
تعلم كما أعلم أن الحياة تشغلنا كثيراً!
تعلم أنني لا أنتبه كثيرا لأنني لا أدرك سرعة
الأيام!
تعلم أنني أعاني مشكلة مع الوقت!
و قد قلتها لي يوماً و جرحت من ذلك!
لكنني أدرك أن صدقك معي و صراحتك المعتادة!
جزء مما يسمى الصداقة الحقيقية!
و أدعوها بالأخوة الحقيقية مع رفيق آخر!
.
لا أعلم!
أمن حزني أنا بكيت؟
أمّن شعور بالذنب خالط أسارير نفس غفلت لوهلة
عن الحياة لأنك اختفيت فجأة!
و لم تدرك هي ذلك إلا بعد أن رأت النار
كالهشيم!
و قد حرقت ما حرقت من صفحاتي معك!
هل تعلم كم انكسرت بداخلي أشياء؟
هل تعلم مقدار الضعف و الوهن الذي أصابني
اليوم؟
هل تعلم يا صديق!
معنى أن تكون صديقاً!
هل تعلم أن الصداقة ليست تواصلاً!
هل تعلم أن الصداقة ليست لقاءً دائماً!
هل تعلم أن الصداقة ليست جلسات فحسب!
هل تعلم أن الصداقة ليست سؤالاً!
هل تعلم أن الصداقة شوق مشترك للجنَّة؟
هل تعلم أن الصداقة دعاء؟!!
.
.
يتبع .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق