الجمعة، 25 أبريل 2014

إشاعة ..1




كان يوماً حافلا جداً و هو ديدن كل يوم خميس!
لا أعلم حقيقة من أين أبدأ حين يتعلق الأمر بحياتنا المدرسية!
و التي هي على وشك الإندثار و الإنتهاء بعد أسابيع معدودة!
لا يفصلنا عن الفراق الدنيوي سوى أشياء بسيطة جداً ..
كـ 6 حصص كيمياء مثلا ، أو 7 حصص أحياء و لعلها 3 حصص لغة عربية!
و غير ذلك من الأمور ..

المهم
كان لدينا وقت لنجلس معا حول طاولة المعلمة في الصف!
و كل منا يعطي و يسرد شيئا من حياته!
حتى تمحور الحوار حول أن تكون جلستنا جلسة اعتراف!
و كل الاعترافات تدور حول حياتنا المدرسية!
بدأت سارة بقول أنها كانت تلقب دائما بالمغرورة!
ثم من بين الأحاديث الكثيرة!
ذكر الجميع بأنهن كنّ يسمعن دائما أن هناك فتاة تدعى أروى الفتانة!
و تسائلن عن السبب خلال السنوات الماضية! و لمَ يجدن إجابة!
رغم أنهن في ذلك الوقت لا يعرفنني و لم يكن يعلمن من أكون!
و عندما كُنّ يشاهدنني يتوقفن عن الحديث!
و البعض اعترف بأنه كان يخاف مني!
و أخرى قالت بأنها كلما رأتني أشاحت بوجهها و استغفرت من رؤيتي!
و ذكرت أيضا بأنها عندما تراني تتذكر ربها!
و أخريات ذكرن بأنه منذ دخولهن المدرسة تم تحذيرهن مني و من مجالستي!
فتاة أخرى ذكرت أنها عندما تكون مع صديقاتها في ممر المدرسة و أمر أنا،
ينقلب حالهن و يصمتن و يتذمرن من وجودي!
و أقرت أخرى بأنها كانت مع مجموعة فتيات و ذكرن بأنهن يكرهنني جداً!
و الكثيــــــــــــــــــــــــــر مما لن تسعه حروفي .....،!

و لكنهن أدركن أن كل تلك الأمور ليست صحيحة
و أنني فتاة مختلفة تماماً عما يُقال!
و ... الخ

أتعلمون! لمَ الكل كان يظن ذلك؟
كل ذلك و هنّ لم يتعاملن معي أصلاً!
لأنني الفتاة "الوحيدة" ذات المريول الطويل في المدرسة!
لأنني فتاة تلبس الحجاب المنسدل الذي أمرت به كل فتاة مسلمة!
لأنني فتاة لا تسمح بأن ترى أحداً يغش في اختبار!
لأنني فتاة لا تسكت عن قول الحق
لأنني فتاة أدركت أن الساكت عن الحق شيطان أخرس!
لأنني فتاة تعلمت أن المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف!
لأنني فتاة لا ترضى بأن يعتدي أحدٌ على دينها أمامها!

لم أكن لأتعجب أبدا!
لأنني بالفعل كنت أعلم بكل ذلك!
و لأننا كنا في جلسة الاعتراف تلك!
قررت أن أحكي لهن القصة!

و لمَ يُتناقل ذلك الكلام عني في المدرسة!



#أروى_العَبريةة
25 جمادى الثاني 1435 هـ
25 ابريل 2014 م

يتبع .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق