الجمعة، 11 أبريل 2014

سقوطُك موتٌ!

.
.
لربما كنتُ حَزينة!
لكن أظنُنِي كنتُ سَعيدةً بالفعْل!

أرى أنهنّ يستَحققن ذاك التكرِيم، لأننِي مررت بتلك المراحِل في دراسَتي و لم تكُن بتلك السهولة و لم يكن الوصُول لذلِك المستوى حينها بتلك البساطَة التي يحسبُها البعض!!

يوم أن كنت أُكرمُ سنوياً، و أُكرمُ في كل حفْل أكثَر مِن مَرة لم أكُن أعلمُ أنَّ هُناك من يتألم بذلك! لم أكن أعلم أن هُناك من يبكِي طوالَ ليلهِ ألماً أو أنه يندُب حظَه لأن غيرهُ يكرم مراتٍ عديدة و هو لم يحظَى بواحدة حتّى! 

لم أكن أعلم أن هناك من كان يكرهُني لأنني كنت متميزة و لأنني أحصُل على الكثير من الهدايا و الشهادات طوالَ العام!

لم أكن أدرك حقيقةَ الفشل و البؤس الساكِن فيه! و ما ظننتُ أنني قد أدركُه أبداً! لمْ أكن لأخَاف الفشل يوماً و لا حتّى فكرتُ بذلك!

* كيف يكون الفشَل؟ ما حقيقتُه؟ هل هو شيءٌ سيء؟ هل هو أمر عَادي؟ هل هو نتيجة مُرضِية؟ أم هل هُو مؤلم؟ بائِس؟ كَئيب؟ محْزن؟ مبكيِ؟ هل هو قعرٌ سحيق؟ هل هناك مهربٌ منه؟ 

بل و قبل كل شيء هل الفشَلُ مشكِلة؟
*قد يكون مشكلة لأنه يلغِي أهميّةَ وجودكَ في الحياة! يجعلك زائداً فيها و كأنكَ مجردُ دخيلٍ لا شَيء آخر! 
*و قد يكون مشكلة لأنه سيحطِم صورتكَ التي بنيتهَا بنجاحَاتِكَ المتَتَالية و إنجازاتِك العظيمَة!

أو أنه قد يسَبُب مشكلةً بالفعل!
"لأنك ستكون مجبرا على الوقُوف في وجْه المدفع، في مكانٍ لم تعتدْ أن تكُون فيهِ أبداً!
"لأنك ستُجرح مئات المرات لـ كونكَ الأولَ بلا منازِع منذُ البِداية في نظَر الجَميع!
"لأن الجميع يظن بأنكَ و كالعادةِ في الصَدارة في القِمة و في الأمَام، و ما من أحد يستطِيع أن يتقدمكْ! أنتَ الأولُ في نظَر الجَميع ..
"لأنك مجبر على أن تبتسِم و أنتَ تُطعَن و تُطعَن و تُطعَن تصَابُ بالوهْن يصيبكَ الجَزع و الألمُ يعتصرُ خلايَاك المتعَبة و المنهَكة من كثرةِ التفكِير! 
"لأنك و في نهاية المطَاف و بعد كل الأسْباب و العقبَات و الصِعاب تبقَى أنتَ السَبب الأسَاس في كُل ما حصَل لك!! 
"لأنك عاجِز عن التعْبير! و عاجِز عَن وصْف كَينونَةِ الأحداثْ و الفوضَى التي تعيشُها! 

هل أنتَ أحمَق؟
*لتضع نفسك في موضِع كهذا! تحيكُ لنفسك المستقبل ليشتتهُ غيرُك بنكثِ غزلك! 
ثم ماذا؟ 
*يريدون ليحمِلوك كل ما حَدث؟ هيهَات! فمهما كان مقدار ألمِك عليكَ ألَّا تُحمِله نفسَك فقط!
*لستُ سبباً مقنعا و ما حولِي يشهدُ بذلك!
يشهد أن ذلك مجَرد ترهَات يحكُونها! 
ليسَت واقعاً البتة! ليستْ واقعاً!

*حقيقةٌ أخرى؟
الفشل لا يعني الفشل!
ما الفشل سوى تجربة تتعلم منها، ما هو إلا نظرة أخرى لوجه بؤس هذه الحياة الفانية!
"أنت لا تفشل أبداً أبداً،
أنت فقط تسقط و عليك أن تقييم نفسك و تكون قوياً لتواجه المجتمع من جديد! 
"سقوطُك موتٌ في حضرةِ الحياةْ، أو بالأحرى هو فقط وفاةُ جزءٍ منك! عليك أن تستعِيدهُ من مقبرةِ التاريخ التي أرسلتَهُ إليهَا و ستعُود أنتَ أفضلُ مما كنتْ! ثِق تماماً بذلك :" 

سعيدة جداً نعم سعيدة و جداً جداً ..
مهما كان من حَولي حزيناً و بائساً! سأكون سعيدة سأمضِي في دربي متفائلة سأسير بخطى واثقَة! و كأن شيئاً لم يكُن و كأنني مولودٌ جديد خرجَ لتَوِهِ! 

لن تخيبَ ثقتِي بربي!! 
لن تخيبَ أبداً "إنَّ معِي ربِي سَيهدِين" 

أروى العَبرية
 ١٠ جمادى الثاني ١٤٣٥هـ

هناك تعليقان (2):

  1. اممممم ربما حديثك هذا أثار أشياء كثيرة بداخلي..
    رواء؟ صدقيني أن تكوني الأولى بلا منازع وبجدارة ليست قضية، وأن تكوني الأخيرة بجدارة أو لأنك لم تبذلي ما يكفي ليس أمرًا محزنًا، ولكن العجيب بحق بأن تكوني الثانية أو الأخيرة والأولى لم تنل ما نالت إلا بقناع أخضر ولماع على جسدها، ووالله لو سألتِها كم عدد الحروف العربية لقالت انتظريني حتى أسأل أو أرى ممن حولي ثم أخبرك!
    إيه يا صديقتي، كل يوم يزداد يقيني أن الأمور هنا ليست على وجهها الصحيح والميزان مقلوب، ولكن الله عدل حكم عليم، في كل يوم أتخيل المحكمة الإلهية كم هي عادلة وأنظر إلى أقنعة المراكز الأولى وأضحك باستهزاء، أقول لنفسي ستنظرون غدًا يوم التكريم الحقيقي وستسقط الأقنعة!

    ردحذف
    الردود
    1. صدقتِ القول يا رفيقة!
      .
      .
      الميزان مقلوبٌ تماماً!
      نسأل الله أن يلهمنا الصبر و يثبتنا ..

      حذف