الأحد، 13 أبريل 2014

نزفٌ للأصدقاء..1

.
.
 
 
 
 
 
 
 
 
عندَما تتبعثرُ أوراقُ الماضي!

و يُصبحُ الحوارُ لا حوَار!

تضيعُ الحقائقُ، و تتنَاثرُ عَبَرَاتُ البشَر!

.

.

و بيَنَ فينَةٍ و أخرى،

تشعُر بـ نزفٍ داخِلي!

.

"" نزف الدم (الهيموفيليا) عبارة عن خلل وراثي يجعل دم الشخص لا يتخثر بسهولة عند حدوث جرح و إنما ببطء شديد، لذلك فإن مريض نزف الدم معرض لخطورة شديدة إذا تعرض لضربة أو كدمة سببت له نزيفاً داخلياً تحت الجلد" ..

"" هناك جينان محمولان عل الكروموسوم (X)، مسؤولان عن إنتاج بروتين يعمل على تخثر الدم عن التعرض للجروح، و هذا البروتين مفقود لدى المصابين بمرض نزف الدم" ..

"" لا يوجد هناك علاج تام لهذا المرض إلى الآن، يتم تثبيطه بحقن المريض بالبروتين المفقود" ..

.

إذاً فالنزفْ قد يكُون داخلياً أو خارجياً!

.

أمّا الخارجي فهُو ظاهر للعيَان،

بإمكاننَا الاطلاعُ عليه!

صحيح أنه ما من علاجٍ له لأنَه خللٌ وراثِي!

لكنَنَا نستطِيع منعَ النزفِ بإعطَاء الجسم بعضَ البروتين الذي يساعد على تخثُر الدم!

و بذلكَ نكُونُ استطَعنَا تخفِيفَ حِملِ المَرضْ عن الشَخصِ المُصاب!

.

و منْ جهةٍ أخرى،

هناكَ نزفُ داخليٌ لا يظهَر أبداً!

و لا يمكِن اكتشافُه البتة!

يعتَبر مخفيّاً تماماً!

و يمكنُ أنْ ينزِفَ المريضُ حتَى المَوت دونَ أنْ يظهَرَ عَليهِ شَيء!

إلا في المراحِل الأخيرَة!

.

.

و عَلى المصابِ بداء النزف،

عدم التعرضِ لضرباتٍ قوية أو كدمات لأنها تسبب له نزيفاً داخلياً تحت الجلد و تؤثر على حياته!

.

.

من معترك الحياة، أقول:

بعيداً عن درس الأحياء، و بعيداً عن أن النزف خلل وراثي بسبب الجينات!

.

إننا جميعا ننزف كثيراً!

و النزف بشتى أنواعه!

حاد، مزمن، داخلي، خارجي! 

مؤلم جداً !

.

.

عندما تفاجئك نفسك!

و تقول بأن حديثك لم يكن سوى نزف!

نزفٌ خارج عن إرادتك!

نزفٌ شاهده الجميع!

نزفٌ خارجي، ظهر بدمعة أو عزلة!

لن تستطيع إيقافه إلا بحقنه!

و أنت تخاف الحُقَن!

ترى الصندوق الأبيض يلقى بعد نفاد الحقن!

و منديل يُمسح به الدم ثم يرمى!

تقل وطأة الألم قليلا!

حُقنت مرغماً!

و قد،

تتخيل بأنك ذلك الصندوق!

أو أنك ذلك المنديل!

لابد أن تكون سعيداً لأنك منحت أحدهم شيئا لا يستطيع غيرك منحه إياه!

رغم أنك أيضا شعرت بانكسار شيء ما في داخلك، لأنك ستنسى بعد ذلك!

.

و بما أنك طبيبُ نفسك!

ستصبح شخصاً مغلفاً بالصلابة من الخارج!

لكنه ينزف من الداخل، و نزفه سيستمر حتى يُفقده وعيه!

بل و ربما حتى يُفقده حياته!

.

.
يتبع .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق