و بدأت:
كنت أدرس خارج السلطنة،
في المدارس الإسلامية الخاصة!
و كانت الرقابة الذاتية
أساساً في حياتنا المدرسية!
كنا نجلس ثلاث طالبات في
طاولة واحدة و نختبر دون أن ترف لنا عين!
مفهوم الغش! يعني براءة
الرسول الكريم منك يوم الحشر!
عندما عُدت و كنت
حينها في الصف الثامن!
انتقلت من مدرسة لأخرى
حيث استقرت دراستي بعد شهر و نصف من بداية العام!
حينها رأيت
أن المفاهيم التي ترعرعت عليها تغيرت تماماً ..
مفهوم الغش! لا شيء لا
يعني شيئا أبداً ..
مفهوم الحياء! مندثر
تماماً ..
العفة! ليست شيئا لا
تراها أبداً ..
الاحترام! لا احترام
..
لم أكن أطيق رؤية كل ذلك!
لم أعتد على شيء من هذا
القبيل!
لم أكن لأتخيل يوماً أن
كل هذه الأمور قد تحدث في عالمنا!
أو أنها موجودة أصلا في
وطننا العربي!
كنت أعيش في صدمة حقيقية!
هل يعقل أن تحدث كل هذه
الأمور و لا يوقفها شيء!
و تستمر الأيام و أنا لا
حيلة لي و لا قوة!
كنت أعود للمنزل و أبكي
بكاءً شديداً!
لا أعلم ما الذي يتوجب
علي فعله!
و عندما كان الوضع يزداد
سوءً!
و تسألني أمي عما يحدث
لي في المدرسة!
و دائما أقول لها لا شيء!
كان بكائي يزداد أكثر
حتى أمسكتني يوماً!
فـ قلت: لا يحدث شيء أنا فقط لم
أعد أريد الذهاب إلى المدرسة!
لم تكن أمي لتدع الأمر
يمر هكذا ..
لذلك أخبرتها بكل شيء و
كانت تسمعني بتعجب!
و في داخلها براكين من
الغيرة على بنات الأمة!
صباح اليوم التالي قالت
لي اذهبي لتقابلي الأستاذة .....!
أخبرتها أمي بشيء مما
قلت و الله أعلم!
نادتني معلمتي و أستاذة
صفنا لمادة التربية الإسلامية!
ذهبت و حكيت كثيراً!
كنت في صدمة فعلية من كل
ما يجري حولي!
لذلك لم أشعر بنفسي حكيت
كل شيء بالتفصيل!
كانت جلسة تحقيق!
في اليوم الذي يليه
استدعي صفنا بأكمله لإدارة المدرسة!
و ضربت بعض الطالبات و
تم تأنيب البعض الآخر بقسوة!
كنت معهن و لكنني لم
أتحدث و لم أظهر شيئاً!
بعد عودتنا للصف اشتعل
الجميع غضبا!
و مررن بالطالبات
المشكوك في أنهن أخرجن ما يحدث في الصف!
لم يأتي إلي أحد و لم
يطلب مني أحد أن أحلف بأنني أنا أم لا!
سكت ثم حين زاد الوضع
سوءً ذهبت لمعلمتي و أخبرتها بذلك!
قالت لي لا بأس في أن
يعلمن أنك أنت!
عدت أدراجي لأبرئ من
اتهم و أخبرهم بأنني كنت أنا!
لم يكن لدي القوة
الكافية لأصل لصفي!
رأيت احدى الزميلات في
الممر فـ قلت لها أن تخبر الجميع!
بأنني أنا التي أخبرتهم
بما فعلتن من منكر!
ذهبت و أخبرتهم و من
يومها و أنا أتعرض للمضايقات و الاعتداءات!
لم يكن هناك من يجرؤ على
لمسي لذلك كان إيذائي معنوياً!
عشت معهن أتعس الأيام و
أسوأها!
و لم يتوقف عند ذلك فقط!
بل نشرن في أنحاء
المدرسة بأكملها أن الفتاة أروى فتانة!
لا أعلم لمَ لا يدركن
حتى مفهوم الحقيقي للفتنة!
"لم يكن
يحادثني أحد في الصف!
كنت أجلس مع نفسي بين
كرسي خشبي،
و طاولة
تحتوي كتبي و كلماتي و تحتويني!
حتى في نهاية ذلك العام
أيام الاختبارات النهائية!
كنت أترك أقلامي و كتابي
على الطاولة و أخرج لأقف في الممر!
حتى يحين وقت الاختبار!
و منذ أول اختبار خرجت و عندما عدت وجدت أقلامي مكسورة!
و كتابي ملئ بالخربشات و
جلاده ممزق كلياً!
غادرت الصف متوجهة لـ
معلمتي!
أخبرتها بما حدث فأعطتني
أقلاماً!
و ذكرتني بأن المؤمن
القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف!
و في بداية العام الجديد
أي عندما أصبحت في الصف التاسع!
كنت الوحيدة التي نُقلت
من صفها! إلى أفضل صف في دفعتنا ..
رغم أنني لم أكن أتحدث
عما يجري لي كثيراً و لم أشكو للإدارة!
لكن أظن أن ما انتشر من
إشاعات وصل للإدارة لذلك نقلت!
منذ أول وهلة لي في الصف
كان الجميع تقريبا ينظر إلي بحذر!
لم أكترث كنت أعامل
الجميع بطبيعتي إن لزم الأمر أن أتعامل معهن!
حدثت بعض المشاكل
الطفيفة لكنها لا شيء مقارنة بما حدث مسبقاً!
كانت سنة حافلة
بالانجازات و هي سنة تخرجنا من تلك المدرسة!
مرت الأمور بسلام خلال
العام و خططنا معا لحفل التخرج!
و أحدثنا بعض الفوضى
عندما نشرنا في صفوف المدرسة أن هناك مظاهرة!
و بالفعل تظاهرنا في
ساحة المدرسة و شاركت جميع الصفوف من ال(5-9) ..
و طالبنا بأكل صحي في
المقصف و بباصات مكيفة و بأمور كثيرة ...الخ
و بعد نهاية العام في
الاجازة الصيفية وصل لأبي نبأ فوزي بالمركز الأول على مستوى السلطنة، في مسابقة
كتابة مقال عن اليوم الوطني ال40 و الحمد لله حق حمده على ذلك!
كنت يوما بعد يوم أثبت
تفوقي و امتيازي في تلك المدرسة!
حتى اخر لحظات وجودي
فيها ..
#أروى_العَبريةة
25 جمادى الثاني 1435 هـ
25 ابريل 2014
يتبع .....