الجمعة، 25 أبريل 2014

إشاعة ..2



و بدأت:
كنت أدرس خارج السلطنة، في المدارس الإسلامية الخاصة!
و كانت الرقابة الذاتية أساساً في حياتنا المدرسية!
كنا نجلس ثلاث طالبات في طاولة واحدة و نختبر دون أن ترف لنا عين!
مفهوم الغش! يعني براءة الرسول الكريم منك يوم الحشر!

عندما عُدت و كنت حينها في الصف الثامن!
انتقلت من مدرسة لأخرى حيث استقرت دراستي بعد شهر و نصف من بداية العام!
 حينها رأيت أن المفاهيم التي ترعرعت عليها تغيرت تماماً ..
مفهوم الغش! لا شيء لا يعني شيئا أبداً .. 
مفهوم الحياء! مندثر تماماً ..
العفة! ليست شيئا لا تراها أبداً ..
الاحترام! لا احترام ..
لم أكن أطيق رؤية كل ذلك!
لم أعتد على شيء من هذا القبيل!
لم أكن لأتخيل يوماً أن كل هذه الأمور قد تحدث في عالمنا!
أو أنها موجودة أصلا في وطننا العربي!

كنت أعيش في صدمة حقيقية!
هل يعقل أن تحدث كل هذه الأمور و لا يوقفها شيء!
و تستمر الأيام و أنا لا حيلة لي و لا قوة!
كنت أعود للمنزل و أبكي بكاءً شديداً!
لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله!
و عندما كان الوضع يزداد سوءً!
و تسألني أمي عما يحدث لي في المدرسة!
و دائما أقول لها لا شيء!
كان بكائي يزداد أكثر حتى أمسكتني يوماً!
فـ قلت: لا يحدث شيء أنا فقط لم أعد أريد الذهاب إلى المدرسة!
لم تكن أمي لتدع الأمر يمر هكذا ..
لذلك أخبرتها بكل شيء و كانت تسمعني بتعجب!
و في داخلها براكين من الغيرة على بنات الأمة!

صباح اليوم التالي قالت لي اذهبي لتقابلي الأستاذة .....!
أخبرتها أمي بشيء مما قلت و الله أعلم!
نادتني معلمتي و أستاذة صفنا لمادة التربية الإسلامية!
ذهبت و حكيت كثيراً!
كنت في صدمة فعلية من كل ما يجري حولي!
لذلك لم أشعر بنفسي حكيت كل شيء بالتفصيل!
كانت جلسة تحقيق!
في اليوم الذي يليه استدعي صفنا بأكمله لإدارة المدرسة!
و ضربت بعض الطالبات و تم تأنيب البعض الآخر بقسوة!
كنت معهن و لكنني لم أتحدث و لم أظهر شيئاً!
بعد عودتنا للصف اشتعل الجميع غضبا!
و مررن بالطالبات المشكوك في أنهن أخرجن ما يحدث في الصف!
لم يأتي إلي أحد و لم يطلب مني أحد أن أحلف بأنني أنا أم لا!
سكت ثم حين زاد الوضع سوءً ذهبت لمعلمتي و أخبرتها بذلك!
قالت لي لا بأس في أن يعلمن أنك أنت!
عدت أدراجي لأبرئ من اتهم و أخبرهم بأنني كنت أنا!
لم يكن لدي القوة الكافية لأصل لصفي!
رأيت احدى الزميلات في الممر فـ قلت لها أن تخبر الجميع!
بأنني أنا التي أخبرتهم بما فعلتن من منكر!
ذهبت و أخبرتهم و من يومها و أنا أتعرض للمضايقات و الاعتداءات!
لم يكن هناك من يجرؤ على لمسي لذلك كان إيذائي معنوياً!
عشت معهن أتعس الأيام و أسوأها!
و لم يتوقف عند ذلك فقط
بل نشرن في أنحاء المدرسة بأكملها أن الفتاة أروى فتانة!
لا أعلم لمَ لا يدركن حتى مفهوم الحقيقي للفتنة!
"لم يكن يحادثني أحد في الصف!
كنت أجلس مع نفسي بين كرسي خشبي،
 و طاولة تحتوي كتبي و كلماتي و تحتويني!
حتى في نهاية ذلك العام أيام الاختبارات النهائية!
كنت أترك أقلامي و كتابي على الطاولة و أخرج لأقف في الممر!
حتى يحين وقت الاختبار!
و منذ أول اختبار خرجت و عندما عدت وجدت أقلامي مكسورة!
و كتابي ملئ بالخربشات و جلاده ممزق كلياً!
غادرت الصف متوجهة لـ معلمتي!
أخبرتها بما حدث فأعطتني أقلاماً!
و ذكرتني بأن المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف!

و في بداية العام الجديد أي عندما أصبحت في الصف التاسع!
كنت الوحيدة التي نُقلت من صفها! إلى أفضل صف في دفعتنا ..
رغم أنني لم أكن أتحدث عما يجري لي كثيراً و لم أشكو للإدارة!
لكن أظن أن ما انتشر من إشاعات وصل للإدارة لذلك نقلت!
منذ أول وهلة لي في الصف كان الجميع تقريبا ينظر إلي بحذر!
لم أكترث كنت أعامل الجميع بطبيعتي إن لزم الأمر أن أتعامل معهن!
حدثت بعض المشاكل الطفيفة لكنها لا شيء مقارنة بما حدث مسبقاً!
كانت سنة حافلة بالانجازات و هي سنة تخرجنا من تلك المدرسة!
مرت الأمور بسلام خلال العام و خططنا معا لحفل التخرج!
و أحدثنا بعض الفوضى عندما نشرنا في صفوف المدرسة أن هناك مظاهرة!
و بالفعل تظاهرنا في ساحة المدرسة و شاركت جميع الصفوف من ال(5-9) ..
و طالبنا بأكل صحي في المقصف و بباصات مكيفة و بأمور كثيرة ...الخ

و بعد نهاية العام في الاجازة الصيفية وصل لأبي نبأ فوزي بالمركز الأول على مستوى السلطنة، في مسابقة كتابة مقال عن اليوم الوطني ال40 و الحمد لله حق حمده على ذلك!
كنت يوما بعد يوم أثبت تفوقي و امتيازي في تلك المدرسة!
حتى اخر لحظات وجودي فيها ..


#أروى_العَبريةة
25 جمادى الثاني 1435 هـ
25 ابريل 2014 


يتبع .....




إشاعة ..1




كان يوماً حافلا جداً و هو ديدن كل يوم خميس!
لا أعلم حقيقة من أين أبدأ حين يتعلق الأمر بحياتنا المدرسية!
و التي هي على وشك الإندثار و الإنتهاء بعد أسابيع معدودة!
لا يفصلنا عن الفراق الدنيوي سوى أشياء بسيطة جداً ..
كـ 6 حصص كيمياء مثلا ، أو 7 حصص أحياء و لعلها 3 حصص لغة عربية!
و غير ذلك من الأمور ..

المهم
كان لدينا وقت لنجلس معا حول طاولة المعلمة في الصف!
و كل منا يعطي و يسرد شيئا من حياته!
حتى تمحور الحوار حول أن تكون جلستنا جلسة اعتراف!
و كل الاعترافات تدور حول حياتنا المدرسية!
بدأت سارة بقول أنها كانت تلقب دائما بالمغرورة!
ثم من بين الأحاديث الكثيرة!
ذكر الجميع بأنهن كنّ يسمعن دائما أن هناك فتاة تدعى أروى الفتانة!
و تسائلن عن السبب خلال السنوات الماضية! و لمَ يجدن إجابة!
رغم أنهن في ذلك الوقت لا يعرفنني و لم يكن يعلمن من أكون!
و عندما كُنّ يشاهدنني يتوقفن عن الحديث!
و البعض اعترف بأنه كان يخاف مني!
و أخرى قالت بأنها كلما رأتني أشاحت بوجهها و استغفرت من رؤيتي!
و ذكرت أيضا بأنها عندما تراني تتذكر ربها!
و أخريات ذكرن بأنه منذ دخولهن المدرسة تم تحذيرهن مني و من مجالستي!
فتاة أخرى ذكرت أنها عندما تكون مع صديقاتها في ممر المدرسة و أمر أنا،
ينقلب حالهن و يصمتن و يتذمرن من وجودي!
و أقرت أخرى بأنها كانت مع مجموعة فتيات و ذكرن بأنهن يكرهنني جداً!
و الكثيــــــــــــــــــــــــــر مما لن تسعه حروفي .....،!

و لكنهن أدركن أن كل تلك الأمور ليست صحيحة
و أنني فتاة مختلفة تماماً عما يُقال!
و ... الخ

أتعلمون! لمَ الكل كان يظن ذلك؟
كل ذلك و هنّ لم يتعاملن معي أصلاً!
لأنني الفتاة "الوحيدة" ذات المريول الطويل في المدرسة!
لأنني فتاة تلبس الحجاب المنسدل الذي أمرت به كل فتاة مسلمة!
لأنني فتاة لا تسمح بأن ترى أحداً يغش في اختبار!
لأنني فتاة لا تسكت عن قول الحق
لأنني فتاة أدركت أن الساكت عن الحق شيطان أخرس!
لأنني فتاة تعلمت أن المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف!
لأنني فتاة لا ترضى بأن يعتدي أحدٌ على دينها أمامها!

لم أكن لأتعجب أبدا!
لأنني بالفعل كنت أعلم بكل ذلك!
و لأننا كنا في جلسة الاعتراف تلك!
قررت أن أحكي لهن القصة!

و لمَ يُتناقل ذلك الكلام عني في المدرسة!



#أروى_العَبريةة
25 جمادى الثاني 1435 هـ
25 ابريل 2014 م

يتبع .....

السبت، 19 أبريل 2014

قصيدةُ طفل

*أخي المرداس، ما شاء الله!
.
.
الزمان/ ليلاً.
المكان/ صالة المنزل.
الشخصيات/ أفراد العائلة.
الحدث/ مجتمعون على سفرة العشاء.
.
بعدما أنهى الجميع وجبتهم استمرت النقاشات و الحوارات حول مواضيع متفرقة طرحها الجميع بالتناوب..
.
.
*فجأة!
صوت طفل صغير!
مستلقٍ بين أحضان أمه! 
يصرخ :"
قائلا: ما هذا الصباح القاسي ..
.
تُعَقِب سيدة عجوز ..
كيف للمساء أن يكون صباحا!
و أنى لك أن تعلم عن قسوة صباحك المزعوم هذا! 
عجباً لكَ يا طفلاً ستحمل راية الأمة غداً ..
.
.
هل هذا ما تعلمته من العربية؟
بل منذ متى تعلمت العربية؟
.
كيف لك هذا و أنت خريجُ الشتاء الثالث!
هل تتعلم اللغة منذ نعومة أظفارك!
هل استطعت إدراك مفرداتها،
حتى وصلت لمعاني القسوة و الحرب فيها!
كيف علمت أن هناك ما يدعى بـ ألم!
.
ماذا عن ذلك الدب الذي سمعت قصته للتو؟
عندما تعلمت منه أن قتلك لدبٍ ما يجعل مشاعره تنتقل إليك و تصبح في حينٍ دباً و في حينٍ آخر تعود إنساناً!
و لا تعود إنساناً لأنك أردت ذلك! بل لأنك وجدت قلادة تحمل مشاعر إنسانيتك! 
.
.
و بعيداً عنك :" 
هل يحتاج عالمنا لقلادة تعيد له إنسانيته؟
هل يجب أن تنتقل مشاعر الأموات في الحروب إلى أجساد القتلة ليشعروا كم هو قاسٍ فعلهم؟
هل نحتاج إلى العروبة المزعومة في أوجه السلاح؟
هل نحتاج للعروبة المستعارة من مقبرة اللاوجود؟
هل هناك من هو بذاك الحمق في مجتمعاتنا العربية؟
.
هل يحمل كل منّا رسالة إلى هذا العالم؟
أم أننا نعيش لنرى الأيام تمر تترى و نحن بلا حراك!
نعيش لأنفسنا نحن؟ و لحياتنا نحن؟
نتغافل عن سر الوجود و نتغلغل في دنيا اللحود! ثم ماذا؟ 
.
.
هل نحتاج لقمح و ماء! فقط .. 
لنستعيد عروبتنا المدنسة إثر إنتشار الملاجئ العربية في بقاع الأرض من أقصاها إلى أدناها!! 
هل ارتضينا لتاريخنا العريق الملطخ برائحة الدم العتيق، أن يكون سُداً و لا شئ؟ لأن دماء العربي أصبحت رخيصة جداً!! 
.
.
صدقتَ يا طفل!
صدقتْ كلمات قصيدك يا طفلي!
حينما ناديت في  تثاؤب المساء!
بقسوة الصباح! 
.
.
#أروى_العَبريةة 
١٩ جمادى الثاني ١٤٣٥ هـ 

الأحد، 13 أبريل 2014

نزفٌ للأصدقاء ..4


.
.


يا رفيق قُلّ!

قُلّ إن آذيتك!

قُلّ إن قصرتُ بحقك!

قُلّ إن أسأت فهمك!

قُلّ يا رفيق قُلّ!

.

.

أعلم أنك كتوم! بل و كتوم جداً!

لكنك!

حين قررت بنفسك أن صداقتنا أصبحت لا شئ!

حين أصبحت تتخذ قراراتك بنفسك!

كنت أظن أنك نسيتني بالفعل!

كنت أتألم لأنني لم أعد شيئا!

كنت أراك تبتسم! و تراني أبتسم!

لكنك لم تكن تعلم ما بي!

و لم أكن أعلم ما بك!

كنا نصمت! و لازلنا صامتين!

حتى أتى أحدهم و فجر مكامن نفوسنا!

قد لا يعلم ما بي! و لا يعلم ما بك!

لذا لن أتحدث عنه أبداً ..

.

.

أنا يا صديق لم أبك على أحدٍ البتة،

منذ أن خذلت من أقرب الأصحاب لي!

و أخذت عهداً عل نفسي بألا أبكي!

لكنني بكيت! بل و بكيت كثيراً!

و ها أنا أطعن الآن منك ..

و أنت من خيرة الأصحاب لي، و من أقربهم في دعائي!

يشهد ربي مقدار التمزق و النزف في داخلي!

اطعني كما تشاء لأنني قصرت بحقك!

اطعني من الأمام يا صديق ..

اطعني اجرحني و اكسر قلبي إن كان ذلك يريحك!

أذقني الألم الذي ذقته و أنت تظن أنني لم أشعر بك!

فلتجعلني أتجرع مرارة كل عزلة لك كان سببها تقصيري!

لكن يا صديق!

إياك و إياك ثم إياك!!

أن تحسبني يوماً تخليت عنك!

أو ابتعدت و هجرتك!

*كثيرا ما أردد مع نفسي حين أذكرك و أذكرهم!

قد أُسرق جسداً نعم! لكن، روحي لا يمكن أن تُسرق ..

.

.

هون على نفسك يا صديق!

كن قويا يا صديق!

كن قويا يا صديق!

.

 

#أروى_العَبريةة

يوم ملئ بتفاصيل العتاب!

13 جمادى الثاني 1435 هـ

13 ابريل 2014 م

 
ربما يتبع .....

نزفٌ للأصدقاء ..3


.

.

لمَ يا صديق!

تقول بأنني ذهبت و تركت وحيداً؟

ألا تعلم حقاً من أكون!

ألا تعلم كم كنت لك سنداً؟

ألا تذكر كم بكيت عل كتفي حين أثقلتك الحياة؟

ألا تذكر يوم أن تراكضنا؟

ألا تذكر يوم أن ابتسمنا حين أنكر رفيق كلمة قلتها لأحدهم؟

ألا تذكر يوم أن قلت لي موقفاً أضحكك؟

ألا تذكر يوم أن أخبرتني عن وفاة صديقك؟

ألا تذكر كم بكيت يومها؟

ألا تذكر يوم أن كنت تسحب يدي و نغادر المكان إلى اللامكان؟

ألا تذكر يوم أن قلت لي لا تقل لا في مجلس؟

ألا تذكر يوم أن نصحتني و عاتبتني؟

ألا تذكر يوم أن قلت لي انتبه من فلان؟

ألا تذكر يوم أن قلت لي الحمدلله فلان تغير؟

ألا تذكر يوم أن كنا نتحدث ليال طويلة ؟

ألا تذكر يوم أن تناقشنا حول مغادرتك للمدرسة؟

ألا تذكر يوم أن قلت لي أن البقاء صعب و المغادرة أصعب؟

ألا تذكر يوم أن أتيتني ببشرى و أتيتك بأخرى؟

*هل أسألك المزيد!

هل تظن أنني بذلك أبعثر أوراق الماضي؟

هل أنا كثير النسيان؟

قد لا تذكر شيئا و قد لا أذكر كل شيء!

لكن! حتماً هناك من عبق الأيام رائحة عالقة بالذاكرة!

أنا أخطئ و أنت تخطئ هو يخطئ أيضاً!

لكن الله الذي ألف بين قلوبنا يوما لا يخطئ أبدا!

تعلم كما أعلم أن الحياة تشغلنا كثيراً!

تعلم أنني لا أنتبه كثيرا لأنني لا أدرك سرعة الأيام!

تعلم أنني أعاني مشكلة مع الوقت!

و قد قلتها لي يوماً و جرحت من ذلك!

لكنني أدرك أن صدقك معي و صراحتك المعتادة!

جزء مما يسمى الصداقة الحقيقية!

و أدعوها بالأخوة الحقيقية مع رفيق آخر!

.

لا أعلم!

أمن حزني أنا بكيت؟

أمّن شعور بالذنب خالط أسارير نفس غفلت لوهلة عن الحياة لأنك اختفيت فجأة!

و لم تدرك هي ذلك إلا بعد أن رأت النار كالهشيم!

و قد حرقت ما حرقت من صفحاتي معك!

هل تعلم كم انكسرت بداخلي أشياء؟

هل تعلم مقدار الضعف و الوهن الذي أصابني اليوم؟

هل تعلم يا صديق!

معنى أن تكون صديقاً!

هل تعلم أن الصداقة ليست تواصلاً!

هل تعلم أن الصداقة ليست لقاءً دائماً!

هل تعلم أن الصداقة ليست جلسات فحسب!

هل تعلم أن الصداقة ليست سؤالاً!

هل تعلم أن الصداقة شوق مشترك للجنَّة؟

هل تعلم أن الصداقة دعاء؟!!

.

.

يتبع .....

نزفٌ للأصدقاء ..2


.

.

لا أعلم!

أخبرني يا رفيقي..

"أهي انحناءات حتمية!

أنا لم أعد أحتمل جرحاً نازفاً يبكي غيابك!

أخبرني يا صديق..

هل يا ترى يصلك مرسال الحنين!

تناديك الحروف، و لا سبيل!

سأكون منديلاً يتلقف أدمعك!

كتفي لك ابكِ فيه كما تشاء و متى تشاء!

سأكون لك صديقاً يا صديقي!

*عد يا صديقي إنني قد سئمت الحياة انتظارا*

.

.

*قد كنتَ بالأمس في دروب التُقى عَلماً ..

أين أنت؟

من جلسات القرءان!

لمَ لم تعدُ أنت أنت يا صديق!


هل نسيت كيف كنا نتسابق في مجالس العلم؟

و كم تمنينا سباقاً كذاك في الفردوس؟

ألا تذكر مقدار سعادتنا حين أتممت حفظت شيئا من القرءان؟

ألا تذكر كم تعانقنا و ضحكنا و بكينا؟

كم مرة تذاكرنا مواعيد الدروس و المحاضرات؟

ألم تكن تبكي متأثراً بأحوال المسلمين؟

هل أذكرك بأغلى أمانينا؟

لماذا انتكست؟ ماذا دهاك؟

.

.
يتبع .....