الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

عن النهضَة المنشودة.




أحتاج إلى ثرثرة طويلة مع عجوز طاعنّة في السن! أريد لو أستطيع أن أسمع حديث قلبها عن هذا العصر الذي لم يرُق ليّ يومًا، كيف كان الماضي؟ كيف كانت اجتماعات العائلة حول حطب مُشتعل؟ كيف يتسامرون، وينقدون بعضهم؟ كيف يُعبرون عن حبهم؟ كيف يعاملون من يُعاديهم؟ كيف كان اشتياقهم لابنهم المسافر؟ كيف يودعون موتاهم؟ كيف يستقبلون غائبهم؟ كيف يحملون جنائزهم؟ كيف يخففون آلام بعضهم؟ كيف يشاركون أحزانهم وأفراحهم مع الجميع؟ كيف كان كيد النساء آنذاك؟ كيف كان الرجال؟ كيف كانت رجولتهم؟ كيف اتجهت عقولهم؟ كيف جاهدوا أنفسهم؟ كيف كانوا يربون أبنائهم؟ كيف يدللونهم؟ كيف كانت أمانة الأمهات في تربية أطفالهن؟ كيف كان حياء الفتيات؟ كيف كنّ يخرجن؟ كيف حال العفّة في ذلك الزمان؟ كيف كانت لتوصف الفتنة في زماننا بعيونهم؟

- أسئلة كثيرة تحتاجُ لقوة من أحدهم ليسألها، وتحتاجُ أيضًا إلى لسان حال ودّت لو تبوح بما في خلدها من أسًى تجاه الإختلاف الذي تواجهه بين العصور التي عايشتها.

لرُبما يرى البعض بأن هناك من الأسئلة ما يعبّر عن فراغٍ ذاتيّ في روح من يسأل! لكنه في حقيقة الأمر صورةٌ مصغرة، تُظهِر شيبًا في رأس شاب لم يتجاوز العشرين من عمره! وتجاعيدًا صنعتها اختلالاتُ عقول حقنتْ وجه الطِفلة بسموم غربيّة.

شيبُ الشاب، نتيجة إمساكه بجمرة والتفاته نحو الفتن التي أصبحت في متناول طفل لم يبلُغ مبلغ الرشد، يتبعه محاولًا إصلاح ما أفسده المجتمع، فيُصدم بأن ما بين يديّ ذلك الطفل دمارٌ شامل لكل معاني الحياة، وإنهيارٌ كامل لكل الأخلاق التي كان يأمل استعادتها فيه، حينها يوقن بأن المصداقيّة انقرضت تمامًا، لأنه متيقنّ أن ذلك الطفل اعتلى منصة التكريم في حفل كبير مشارًا إليه بالبنان وحفظ البيان، لكنه انقلب!

وتجاعيدُ الطِفلة، تُثبتُ بأن غشاءً مجتمعيًا حزبيًا يُغطي عينَ الراعي المسؤول عن حياتها، عندما غزتها الأفكار المسمومة كان غافلًا عنها، حتّى استوطن السُم مدارك طفلته لتصبح تابعةً بعيدةً عن حزب القادة الذي حاول صنعهُ معتمدًا على مسؤول آخر وارى عنهُ خطورة المُسمم! لتكون النتيجة اختلالًا ناجمًا عن حقنّةِ حاقد أردى طفلته في شباك عنكبوت باشر بقتل حيائها.

تناقُض الزمان هذا، دليلٌ قاطعٌ على أن الشخوص تتحول كما تتحول الفصول! تتناوب أغطيتهم لتكون شتاءً، خريفًا، صيفًا وربيعًا ملطخ بألوان كثيرة. وكما أنك تتردد حين ترى جمال فصل وأنت تفضّل آخر، أتمنى أن تتردد أيضًا في ثقتك بالبشر.

لرُبما سيكون لشيب العجوز التي سأجلس معها، شيب مستحدث يعالجُ هيمنة الأفكار السقيمة على عقول البشر، لتكون النهضة المنشودة بين يديّ الشيّاب وليس الشباب!!

#رسالة:

كُن وحيدًا في الطريق الصحيح 
 ولا تكُن زعيمًا في الطريق الخطأ.

#أروىٰ_عبدُالله
٢٩ صفر ١٤٣٦ هـ.
٢٠ ديسمبر ٢٠١٤م.
السبت.

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

من الحياة.




عليكَ أن تستيقظ من غفوتك،
لتدركَ بأنه لا يحقُ لك أن تسيء إلى إنسان مهما أخطأ.. لست مسؤولًا عن محاسبة أحد!

كانت الصفعات تتوالى، ونحن في صمتٍ نتجاهل ونسامح! لكن في لحظة ما، وجدنا بأننا ضحايا في مسرحية ملفقة، صنعتها نفوسٌ مريضة هدفها الوحيد كان الكشف عن حياتنا والإطلاع عليها بخدعة!
كان الحوار خلافًا متعمدًا والإتفاق المفرط متعمدٌ أيضًا. ليس لشيء غير إيجاد تنافر يعلل الكُره العميق أو محاولة جذب الطرف الآخر بتقليده ليلتصق به رغمًا عنه!

لا يحبذون التوسط والعيش بسَلام، إما أن تكون معهم أو تعلن أنك عليهم! كذلك هم في جانب آخر من حياتهم يظهرون المودة لطرف والبغضاء لطرف آخر، متناسين الخير في جعلنا أمة وسطا في هذه الحياة! 

تغريهم مظاهر البشر يعللون التشابه ويدخلونه في كل شيء، لا يقيمون علاقات عامة إلا والحُب شرط من شروطها وإن لم يكن كذلك فهي لمصلحتهم الشخصية!
لا يدركون أهمية التعارف العام بدون دافع ويظنون بأنه عبثٌ وهراء، لكنهم لا يرونه في أنفسهم لأن النفاق أسلوب حياة متأصل فيهم!

يسيرون في طريق مشبوه ويؤمنون بأن على كُل البشر أن يتبعوهم لأنهم على صواب في كُل شيء متناسيين بأن هناك شرعة تقود الإنسان إلى الصواب وأنهم لا يملكون تلك البذرة لأنهم منشغلون عنها بقواعد وضعتها نفوسهم!

بئس الفكر الذي يجعل منهم أضحوكة لا تحيد عن درب الضلال مهما طرأ لهم، يغنون البكاء في عزاء اندثار الخُلق القويم ويقيمون محافل عظمى للترحيب بالضياع الذي أحدثوه في ملامح الجدار الخلفي لجبل وقف صامدًا رغم تلطيخهم له!

يغتنمون الفرص لاستغلالك من قمّة رأسك إلى أخمص قدميك! وحين الإكتفاء يصنعون مسرحية أخرى ليخرجوك من نطاق عملهم ليتابعوا تمثيل الزمن العريق!! يخرجونك من بينهم مذنبًا، لتواري نفسك بنفسك! وإن حاولت الظهور فأنت لا محال في هامش لا أهمية له حتى احتياج آخر!

لا حنين سيدفعهم للسؤال عنك ولا تأنيب ضمير سيشغلهم لأجلك!
يروك فيزيد حقدهم! لأنك في كُل مرّة تكون  قد اعتليت سلمًا آخر من منظومة نجاحاتك.

في مجمل الحديث، لستُ أتحدث عن الأصدقاء، وإنما هي رسالة بشريّة لمن أعرفهم من البشر ولمن سأعرفهم لاحقًا. كُلٌ منّا يريد أن تكون علاقاته مع البشر كما يريد هو متناسيًا بأن للآخرين أيضًا مقاييس يودون أن يجدوها في علاقاتهم.


وآه طويلة أرسلها إلى أرواحهم المتهالكة. 

#أروى_عبدُالله
6 صفر 1436 هـ
28 نوفمبر 2014 م
الجمعة.

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

مشهدٌ من النَافذة ..

 
 
شارع طويلٌ جدًا ..
باهتِ التفاصيل!
يباغتْ روح فتاة !
كانت في طريقها إلى مكان مجهول !
وجدها، فـ لازمهَا !
حتّى تسمَرت گ صنم !
تتأمل تفاصيل الصَحراء !
علّها تسمع الهَمس الذي تخيلت يومًا
أنه موجود بين ذرات التراب المتناثرة !

أصبحت الحياة متعبة بما فيه الكفاية. 
لمَ يعد هُناك طريقٌ سَهل كالسابق. 
استعارت الجامعة شيئًا مني، من الحياة الواحدة التي أعيشها، قررت أن تأخذ خمسَ سَنوات! 
ليس العدد كبيرًا مقارنة بـ18 عامًا عشتها. لكنها سنواتٌ كثيرة مقارنة بالحياة العشريّة التي قضيتها في بيئة تختلف عن البيئة التي سأقضي فيها الخمس الأُخر! ليسَت سهلةً أبدًا، منذ البداية..

هذا .،! 
بعيدًا عن حالتنا النفسيّة المتقلبة بشكل لا يطاق أبدًا. بعيدًا عن الألَم المسجون خلف أقفاصنا الصدريّة الضيقة. بعيدًا عن الدمعَة المتحجرة عند منبع المجرى المائي الحَار المنطلق من رمشة عين والمنتهِ بفيضان المصبِّ الجَاف. وبعيدًا عن الدمعة التي تشق طريقها فجأة دون سابق إنذار، لتخُطَ على صفحة وجنتيك خطًا أحمرًا بماءٍ مغليّ منسكبٍ من إبريق متربع على شرارة نار تحرق جسدًا يُحارب بألم. 

لحظة !! 
إِن محاولةَ الاستمتاع بالأمر يمدُ الإنسان بطاقة كبيرة لمواصلةِ طريقه بخطًى ثابتة وواثقة! 
شيءٌ من الهمّة ينساقُ في أرواحنَا. تشعِل فينا جذوة الطُموح المتفرد في أعماق الذات! 
تُعلن حينها كل الخلايا بأن لا رجوع بعد الآن لا رجُوع، تقدم للأمَام وامضِ في طريقك!
افتح عينَيك وفجّر مكامن نفسِك ! 

عليكَ أن تكمل الدربَ الذي بدأته. 

#أروىٰ_عبدُالله 
١٨ محرّم ١٤٣٦ هـ
١١ نوفمبر ٢٠١٣ م 
الثلاثاء. 

الجمعة، 17 أكتوبر 2014

طريقٌ باهتْ !



بعيدة عن كل شيء ! 
لم أعد أعرف مكانيّ في هذه الحياة ! 
يُداعبنيّ الشتات ولا ينفكُ عني لأي سبب !
ما عاد يجدي الكلام ولا ثرثرتيّ الطويلة ! 
أصبح العالم كومة فوضى عارمة ! 
يضيقُ في كل يوم أكثر من سابقه ! 
گ نكرة تعيش شموليّة الضَياع ! 
قصةُ الجرح القديم گ الدوامة ! 
تَلفُ تفاصيلَ كُل شيء ! 
لا مجال لـ ترك شيء ولا للتمسك به !
صبرٌ غريب تجاه جفافك على نفسك ! 
لا خير يُرى على الوجوه المخدوعة ! 
منزوعةِ الدين والهويّة والحياء ! 
كل ما فيها بؤس، تزينه ألوان مظلومة ! 
حملٌ ثقيل، يضغطُ على كل شيء !
شعاع نور غائب، ورجاءٌ منه خائب ! 
بُليّ بالوجع المجهول بلا ومض ! 
لا يشاطره سوى الألم والتعب ! 
حبٌ سطحيّ وكرهٌ عميق لظاهره وباطنه ! 
لك الخسران بعد القبحُ الملطخُ بمفهوم الجمالِ !
لك القبحُ والله بعد خسرانك لجمال مبادئك ! 


من أنت حقا؟
- يكفيك دمعًا زائفًا أيها الشاكي نفاقًا. 
هل ستروي روحك باصفرار جذورك،
 التي ما كانت يومًا سوى جمال لأزهَار تفوح.


لمَ قد يخالط دمعك يأسٌ وضيق ! 
لمَ تفرش بساط الفتور لـ أحلامك ! 
لمَ تنسى عاطفتك وأنت تواجه كسرك ! 
لمَ تدُس تيهك خلف معطفٍ زائف ! 
لمَ تشكو لمن لا يعي حجم ما تحمل ! 


افرد يديك كـ جناحين وحلق لله. 



#أروىٰ_عبدُالله 

٩ ذو الحجة ١٤٣٥ هـ
٤ أكتوبر ٢٠١٤ م
السبت. 
١٢:١٣ ص

الاثنين، 18 أغسطس 2014

اختر بصمتك .. بنفسك!





في ما يتعلق بالأحلام والأهداف والطموحات. لا تغرنكم مظاهر البشر أو درجات أحلامهم. مهما يكن الطريق الذي يسلكه الإنسان في الحياة. لا يحق لأي كائن على وجه هذه الأرض أن يحدد أو يقرر ما إذا كان قد حقق ما يجب أن يحققه. 

تحقيق الذات في هذه الحياة لا يتطلب إيمانًا من المجتمع بأهميته أو جدواه. أنتَ تسير في هذه الحياة لأجل الله لأجل الجنة لأجل الأمة لأجل المجتمع العائلة، مهما يكن سيرك أو لمن فثق تمامًا أنه لذاتك! للذات القابعة في أعماقك.

لا تسهم في تدمير تطلعاتك. آمالك. أحلامك. أمانيك وكل ما يبنيك ويبني حياتك ومستقبلك. أنت لنفسك على كل حال. حقق ما تنوي تحقيقه. وما تريد أن يكون! ادعو ربك لتكون كما يشاء لك وارضَ بما قسمه لك من الحياة. 

أنتَ من يقرر إن كنت حققت ما عليك تحقيقه. 
لا تدع أحاديث البشر المقترنة بالتفاوتات التي يرونها في طبيعة سيرك في الحياة وسير غيرك، تخبت عزيمتك أو تعرقل مسيرك. 

سلامٌ عليك ما دمتَ تؤمن بأنك خُلقت لتضع بصمة يعلم الله الخيرة التي ستأخذك حيث ستحققها وتضعها في صفحة هذا العالم لتشهد لك مدًى. 

اختر لذَاتك مَا تُريد! 

#أروىٰ_عبدُالله 
١٩ شوال ١٤٣٥ هـ
١٦ أغسطس ٢٠١٤ م
السبت. 

الاثنين، 11 أغسطس 2014

وقفَة مَعَ الأنا ..




ثرثرتك، ضحكاتك، كلماتك، السعادة التي تبثها في نفوس من حولك ووجودك في كل وقت بينهم؟ كل التفاؤل الذي تبعثه! روحك وعطاؤها، البهجة التي ترافقك حيث حللت وحيث بذرت زرعك!

أنت أنت على كل حال!
ولا خلاف في ذلك، لكن عندما تجتاحك الغربة الذاتية التي تجبرك على الغياب عن نفسك، عن تفاصيلك، عن حياتك، ذاتك، كلك وما فيك!

وتعود فجأة لتصرخ في وجهك! لمَ عدت بعد أن كنت فراغًا كالعدم؟ لمَ عدت؟ لم عدت؟ ليتك لم تعد! ليتك انتهيت! ... تتفاجأ ! ممَ؟ 
- منك؟ من روحك؟ من صراخك؟ من غفلتك؟ من خباياك؟ وطوايا أيامك؟ ألم يرضك السكون؟ والسلام؟ أين أنت من سابق عهدك؟ هل رفرف قلبك الآن؟ هل سيجيبني دمعك؟ هل سيجيبني حزنك؟ هل أنت أنت فعلًا؟ لمَ لم أعد أعرفك؟ أم أن اكتئابك إجابة؟

هل عليّ أن أهتف ليّ لأعود؟ هل الماضي الجريح يؤذيك؟ هل تنتفع من القراءة التي عكفت عليها سبعة عشر عامًا؟ فقدت بريقها من حياتك عامًا كاملاً! ألم تكن حياتك صعبة بدونها؟ ألم تفقد نفسك؟ كينونتك؟ ألم تتعبك الحياة لأنك بعيد عن حياتك الأولى؟
- بلى أصبحت شتاتًا، سرابًا كـ العدم! ألم تتقد فيك روحك بعد؟ ألم تستعد نبضك المنضب؟ أنت النائم فيك! ألم يستيقظ بعد؟ متى سيصحو؟ إلى متى سيبقى نائمًا؟

هل تعتقد بأن الماضي الذي كُنت فيه سيعود إليك ليمنحك فرصة الإستعادة لتفاصيله الكامنة في نفسه الداخلية التي ما كانت تتخيل يومًا كـ هذا ! هل تظن بأنه قد يرحمك؟ هل سيوفي بخيالاته التي ما كنت لتنتزعها منه! هو الآن يرميها بعيدًا عنه!
- لمَ؟ لأنك أصبحت وأمسيت كما أنت بل وأسوأ حالاً .. ماذا؟ أنت؟ لا أنت لست أنت! يجب أن توقظ روحك! ابحث عن أنت! أنت الضائع فيك!

بطلٌ مع نفسك فقط! تقاتل نفسك؟ تصدق نفسك؟ تهاجم نفسك؟ تعاتب نفسك؟ أنت يقينًا لا تدرك أنك عدو نفسك! غريب أمرك! والأغرب أنك تعانق نفسك! أين أنت منك؟ أين أنت من أنت؟ أين أنت من كلك؟ أين أنت من حياتك؟
- هل تعيش حياتك أصلًا؟ أم أنك غائب فقط؟ كغيابك عن روحك تلك وعن كلك! باقٍ مع الغياب؟ مع الحياة؟ مع من؟ مع الفراغ؟ .. تسعد الآخرين؟ ماذا؟ لتسعد نفسك؟ أنت تمنحهم السعادة لأنك ترى بأن تلك هي السعادة بالنسبة لك؟ حسنًا أُصدقك في ذلك.

 لكن! أنت روح تحتاج لروحها. أولم تفكر يومًا بإسعاد نفسك بطريقة أخرى؟ صحيح صحيح أعلم أنك سعيد جدًا. بذرة الحزن التي نزعتها منك منذ شهر عادت لأرض روحك لكنك لم تسقها أبدًا.
- حسنًا أنت قوي لأنك جعلتها تجف وأيبست الجغرافيا التي تحتلها فيك لأجلك! لكن لم قد تقتل حزنك؟ تكره الحزن؟ هل الحل أن تجعله يتراكم بداخلك؟ تتوقع أن تطلع براعمه زهورًا؟ هل تحلم؟ أنت تهذي حقًا.

وسؤال خارجي! هل شاخت فيك الحمى كما تفعل عن البعض؟ ماذا؟ الحمى لا تشيخ؟ صحيح أنا أوقن بذلك! لكن كيف عرفت؟ ماذا؟ رأيت أن فتوَتها فيك هي الشيخوخة الحقيقية؟ صحيح هي تكون أقوى في ريعان شبابها وحين تتفتح زهورها.
- هل تتفتح الزهور؟ نعم لأنها مغمضة العين دائمًا، وتحتاج لرؤية بصيص الأمل من نافذة الضوء الذي يتسلل كالجاسوس لينشر عبيرها في أرجاء الأرواح حولك!
- إذًا هل تذبل؟ لا، لا تذبل! مكانتها عند مالكها تحدد ذلك! كيف؟ اسأل من يملك زهرًا! هل انحنى ساقها؟ أم أن أوراقها تساقطت؟ هل فقدت عبيرها؟ هل تغير لونها؟ هل فقدت جمالها؟ حين يجيب على تلك الأسئلة! سأخبرك إن كانت زهوره قد ذبلت! أو أن مالكها قبله ذبل فيه! 

لم قد تصبح سعيدًا جدًا بمجرد بعدك للحظات عن العالم؟ هل ذلك أنت البعيد عن نفسك؟ وعمّا يعرفه الناس عنك؟ أم الوفاء هو السبب؟ رغم أن هذه الدنيا مُهانة إلا أنها أغلى ما قد يملكه البعض من بعضهم!
- عليك فقط ألا تنتظر رحمتها لكّ اسعى لكل ما تريده منها. لن تأتيك أمورها محمّلة على شكل طعنات من ذهب! ولن يعلم أحد عمن أنت؟ وأين أنت؟ اخرج وواجها قبل أن تصدق خيالاتك المبنيّة عليها بلا أدنى فكرة عن حقيقتها. لن يرحمك من فيها دائمًا.




أوقِف نفسَك! واصعَد بروحِك للسَّماء.

#أروى_عبدُالله
14 شوال 1435 هـ
11 اغسطس 2014 م
الإثنين.

الخميس، 7 أغسطس 2014

خبايا، رُبما ..


 
 
 
كُنت سأكتب عن الصَدمات !
لكنني تخليتُ عن الفكرة.
لأني كتبت عنها سابقاً
لكن لن أنشر ذلك إلا بعد سنين رُبما
 
المهم،
لم أكن هُنا منذ مدة طويلة جداً
بعد أن كنت أكتب يوميا وكثيراً
.
 
ولعلّ السبب هو ما قالت بثنَه:
أن القريحة تأتي أيام المدرسة
بسبب الضغط وأن هذا المكان متنفس
 
.
لكن! هل يعني ذلك بأنني لن أكتب أبداً
لأنني قضيت ما عليّ قضائه في ذلك المكان
.
 
أرى أنني بالفعل لم أكتب كثيراً منذ ذلك الوقت.
وانقطعتُ عن القراءة نوعاً ما.
لم أعد أفعل شيئاً.
.
 
هُناك الكثير مما يجب أن أفعله.
 
مجلدات تنتظر على الرفوف من يحسن عليها ويخرج ما فيها ويجعل أوراقها تتنفس ويحميها من لجام النار الذي قد يطوقها لكتمانها علماً رغم أنها ليست السبب!
.
مخططات مجموعة كتب مركونة في ملفات محوسبة وأوراق ضائعة في مكان ما يجب أن تسطر حرفاً حرفاً لتتمكن من الخروج من السجن لرؤية العالم الخارجي!
.
أقلام كثيرة لم تفتح منذ أكثر من شهر إلا مرات قليلة جداً تود لو ترى النور لأن أغطيتها أصبحت قاسية جداً والهواء داخلها مضغوط بشدة قاتلة قد يودي بحياتها!
.
حاسوب محمول لم يفتح منذ مدة طويلة جداً بعد أن كان يتمنى غفوة فقط لأنه مثقلُ من كم البيانات الهائلة التي يخزنها في ذاكرته منذ أن فتح عينيه على الحياة!
.
لحن هادئ جداً يحاول النسيان لكن الذاكرة الوفية التي يصلها الهمس الساكن من كلمات الشاعر عبر صوت المنشد يدخل من أذنها عبر سماعة بيضاء لينضم إلى ما كان يجب أن ينسى!
.
جسدٌ موجوع وقلبٌ مفجوع وكسورٌ لا جبس يجبرها على هاوية جبل صغير السقوط منه موت والارتفاع لما بعده موتٌ بصدى عميق سيخلق في الأرجاء دوياً لم يسمع قط سيجعل العالم يعلم المعنى الحقيقي للحداد!
.
شوقٌ عميق يخشى الفقد وبداخله هلوساتُ سيدة عجوز نزلت دمعاتها لأنها معقودة اللسان بصدر أحدهم رغم أنها تخشى فراقاً يودي بهما في جحيم أو فراق شاسع حين يكون أحدهم في الجنة والآخر في النار مسببا أعظم ألم!
.
خبايا روح تكتبها على عجل بأصابع منتفضة مرهقة جداً من الحياة.
 
 
شيءٌ جميل سوفَ يحدُث بالتأكيد !
 
 
#أروى_عبدُالله
10 شوال 1435 هـ
7 أغسطس 2014 م
الخميس.
 
 
 
ما زال ثوبُ المُنى بالضوء يخدعني،
قد يصبحُ الكهلُ طفلاً في أمانيه ..
#فاروق_جويدة

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

بين غفوة وإستفاقة!




عندما ترانا نسطر الفرح والسعادة وتظن بأن حالنا گ حروفنا بل وربما أحسن بكثير أو أننا سعداء جداً كما يظهر لك ! 
فاعلم بأنك لست متذوقاً للكلم لأن المتذوق والمحلل الحقيقي يرى جلّ المعاني المخبأة بين السطور وفي الفراغ المجهول حول كل حرف !
واعلم بأنك عابر السبيل الذي يركب قطاراً سريعاً مر على محطة أو مسرح سكّة ولوح بيديه لكل ما رأى فيها وتابع طريقه !

نحن لم نكبر كما يجب رُبما، لكن تلك الأمور المدسوسة فينّا ما هي إلى صغائر كبرت في أعماقنا على حين غفلة !
عندما يستوطننا ألم أو جزع لثواني معدودة فقط! ترانا صامتين ونفكر برويّة وعمق، لا نثرثر كثيراً كما المعتاد ونتصدر قائمة المنصت اللبق !
أمّا في استيطان الهم والسّوْ في خلايا عقولنا المنهكة من كم الأمور التي تحملها على عاتقها متحملة كل ضغط! سـ تجدنا أكثر من يثرثر ويتحدث وإن لم يترك له مجال للحديث يسمع بلا مبالاة ويشغل نفسه بما في يديه ! 

تلك الأشياء التي تكبر فينا تجعلنا صامتين جداً في مجتمع أقل ما قد يقال عنه ثرثار! أو أنها تحولنا إلى أشخاص ثرثارين جداً في مجتمع أصم! بعيدٍ عنّا تمام البُعد .. 

لم نكن لـ نكون هكذا مهما كبرنا أو أياً كان العُمر الذي عشنا فيه بين طفولة ورجاحة عقل! 
إن ما يؤثر في حياتنا هو أن تكبر الأشياء فينا لأنها تنغرسُ عميقاً في أرواحنا، قد نسقيها كما نسقي روح الخير والعطاء ونحن لا ندري! 

الفرق في الأمرين أننا نكبر لأن سنّة الحياة تنص على ذلك! ولكن أن تكبر هي فتلك إرادتنا وبنياننا لأنفسنا والتقلبات التي تُمرغ فيها أحداث حياتنا بين غفوة وإستفاقة مزعومة! 
 

ارسُم لـ نفسكَ طريقَ الحَياة الصَحيح! 

#أروىٰ_عبدُالله 
غرة شوال ١٤٣٥ هـ
٢٩ يوليو ٢٠١٤ م
الثلاثاء.

الأربعاء، 23 يوليو 2014

و سُحِق الياسمين !



آخر خمس ياسمينات منحتني إياها مدرستي
كانت تدرس معي كل يوم
تنام في طاولتي و بين أوراقي
منذ أيام قلائل وجدتها أسفل الطاولة
بعضها كان مسحوقا و كأنه بودرة حليب
تعجبت .. ليس ممن سحقه
بل كيف للياسمين أن يسحق
هل الياسمين بـ ذلك الضعف
لمَ لم يتحمل تقلباتي و بعثرة أوراقي؟
هل أيس مني أم من فوضاي؟
هل كانت دروسي ثقيلة عليه؟
أم أنني أثقلت عليه بتحديقيّ المتواصل فيه؟*


أياً كان!
لمَ تناثر الياسمين؟ ممَّ كان يخشى!
حتى يلقي بنفسه تحت كومة أوراق!
أو يقحم نفسه في شجار بين الأقلام!
ويرضى لنفسه بالهوان تحت زحمة الأفكار!
كان نديّاً طاهراً نقيّاً ومحتفظاً بعبقه حتى آخر أنفاسه


أتعلمون كيف يتلاشى الياسمين؟
بعد شبابه وحيويته ونشاطه ورائحته المركزة!
حين يسقط من العود المستقيم الذي نشأ فيه
أو يقطفه عابر سبيل أحبه وأعاد فيه الروح

بـ الأولى: تخسر الياسمينة كل شيء!
تسقط لأنها لم تصبر ولم تقنع بمكانها
أرادت أن تنزل إلى العالم السفليّ لتكتشفه
لكنها بمجرد وصولها ضُربت وأُذلت
تناثرت فوقها الرمال فدثرت نقائها
وركبها النمل فمُزقت طهارتها
ورُفست حتى فقدت نداها
واختفى عبقها

وبـ الثانية: عاشت بـ عبقها المعهود!
استنشِقَ هواها فأعادته بـ سَكينة
وبـ طهرها أسرت وواست قلباً
وبـ عنفوانها شمخت بخجل
حتى رقّت بتلاتها النديّة
وأجدبت روحها المُبعدة
لتبقى مُقعدة بفخر في
سرداب ذكريات
 أحدهم!


شتان ما بين حياة ..."
الأولى الذليلة الساكنة بـ هوان بعد تهورها في مكان ما بلا قيمة ولا عنوان! بلا اسم ولا هوية خلف قضبان الأسى!
والثانية التي بقيت صامدة شامخة متقبضة بمنبتها القويم على طرف غصن مال لـ يهب الذكرى لعابرٍ أتعبته الحياة وقست عليه!
لـ تمسح على روحه بعطر طاهر يبثُ فيه شوقاً للجنان ولظل ياسمينة ندية المنبت طيبة العروق ..


سَـ تلملمُ الجنَّةةُ شَتاتنا !


#أروى_عبدُالله
25 رمضان 1435 هـ
23 يوليو 2014 م
الأربعاء.


المقطع الأول من التدوينة كُتب قبل شهر تقريباً*


الاثنين، 21 يوليو 2014

القمر الخشبيّ ..

 

 
 
في يوم من الأيام! وكسابق الأيام التي أُحادث فيها أخي الصغير المرداس كان يحكي لي حكاية وحين أرى أن حبل أفكاره انقطع أرمي له بسؤال ليتابع قصته!
لعلني أتعجب مراراً من فكره البعيد عن الواقع لكن لا عجب لأنه يعيش معي في مكان ما من هذا العالم، نلتقي في منتصف الليل لنفتح حواراً بعيد المدى ..
 
سألته ذات ليلة عن اسمه فقال لا اسم لي "ولا شيء!
سألته ثانيةً عن اسمي أنا فقال لا شيء!
كررت سؤالي بأكثر من صيغة فيجيب لا شيء!
ثم سألته أين تذهب الأسماء؟
فقال اسمي معي! قلت واسمي أنا؟
قال ذهب لمكان بعيييد! أين ذهب؟
دخل في الباب! كيف دخل؟
من الفتحة! هل ترحل الأسماء؟
قال: لا هي بس تروح !
سألته: إلى أين؟
قال إلى اللامكان! "ما مكان ..
 
أتعلمون؟
بتُ أسأل نفسي! 
هل ترحل الأسماء حتماً؟
ما الذي يدفعها لتهرب من فتحة الباب؟
هل تذهب إلى أشخاص آخرين؟
المرداس يقول لا! لأنها أسمائنا نحن
تطير في السماء لـ تصبح سعيدة ..
 
وعندما خرجنا نتأمل السماء في إحدى الليالي القمرية. صمت وعيناه تُحدق في الأعلى! فسألته ماذا ترى؟ قال القمر والنجوم والسماء ..
جلست لأشرب الماء وأتأمل معه. ثم قال فجأة! أروى أنتِ قمر خشبيّ !! ماذا؟ منذ متى؟ هل أنا جامدة للدرجة التي تجعلك تراني قمراً خشبياً ! يا الهي ..
لم يفسر كوني القمر الخشبيّ في مخيلته رغم الحاحي عليه بالأسئلة!
أصبح كلما يتذكر يأتي إليّ ضاحكاً أروى أنتِ القمر الخشبيّ هههههه ويضحك بفرح ومرح وسعادة ونشوة انتصار وأنا أنتظر منه تفسيرا لذلك :"
 
 
في نفس الليلة أو التي بعدها رُبما لا أذكر جيداً!
أصرّ بأن يحكي لي حكاية قبل أن ينام ودخل معي المكتبة بدأ يبحث عن كتاب واشتراطاته لا تنتهي أبداً، حتى رسى على بر كتاب يتحدث عن معدات البناء!
 
قال بأنه يريد نقل منزلنا إلى الحديقةة!
سألته: هل يمكن أن ننقل منزلنا لمكان آخر؟
قال: لا! قلت: لمَ؟ قال: عضلاتي خفيفة لا أستطيع!
قلت: إذًا كيف ستنقله؟ قال: أبني بيت فيه حديقة!
 
رُبما هي رسائل للذات التي تقاوم داخلي!
يبثها لي طفل صغير بحماسة أحلامه وطموحه ..
يجعلني بذلك أدرك عميقاً بأن أولئك الذين يسيطر عليهم اليأس لضعفهم أو ضعف موقفهم! سيجعل أحلامهم تتلاشى وتصبح بلا قيمة ..
 
أنا بالفعل يمكنني أن أبني بيتاً بحديقة!
عوضاً عن التفكير في نقل البيت إلى الحديقة!
 
أتعلمون!
ليس هُناك ما هو أقسى من الظلام لذا علينا أن نخرج الآخرين من ظلمتهم بروح التفاؤل التي تسكننا، علينا أن نضيء لهم الطريق كي لا يتعثروا، هذا واجبنا..
 
أن نساعد الآخرين ليبصروا طريقهم
 
#أروى_عبدُالله
23 رمضان 1435 هـ
21 يوليو 2014 م
الاثنين.
 
 


الأحد، 29 يونيو 2014

بقايا الكلمات ..


.
.
رائحة من عبقِ الماضي تتسلل إلى مُخيلتي
عُدت لـ وهلة أتأمل كلماتِ الرثاء القاصرة
أو لعلها مجرد سرد لـ ذكرياتٍ راحلة
 
ألقيت الـ سلام على روح راقدة
تأملت الحروف المقدسة و رحلت عنها
 
حاولت أن أُجيب على صرخاتيّ
لكن لا جدوى من ذلك
 
بقايا الكلمات التي تسكننا
شيءٌ من التشاؤم ملأها
 
أصبحت تشكو منّا و ترثي حالنا
غادرتنا كثيرًا لأننا لا نكترث لها
ولا نُلقي بالاً لـ فرارها!
 
أعلم بـ أنني يُحال أن أفعل ذلك
لكنني لا أعلم لمَ يفعله البعض
أيحقُ لهم فعل ذلك؟
لا أظن

لمَ تُقتل الكلمات؟
ما الجريمة التي ارتكبتها لـ يُفعل بها ذلك!

الحرف!
يبقى بـ قدسيته المعتادة يتربع عرش كل شيء
لا يمكن أن يكون للحرف بقايا مهما حدث
الحرف حرف! والحرف فرح
ولا جدال في ذلك

ليس أمرا لطيفًا أن تكون هكذا!
لمَ تقتلها! لمَ تحرقها؟
لمَ تخنقها أفقدتَ أنفاسك!
 لمَ تحاول نحرها بلا سبب

جَريمَتُك سَودَاويّةٌ جدًا

لا أعلم هل التعبير صحيح؟
إن قلت: بأنك سارقٌ وكاذب!

سرقتَ الحروف من نفسك
من معجم مفرداتك، من قلبك
حولتها إلى كلمات برغبتك أنت
قد تكون أجبرتها لـ تسعفك يومًا
ولـ تحمل عنك عبء روحك
نسجتها لتكون موضوعًا على هواك

رفعتها نصبتها جزمتها وجررتها
لـ تكون معك أو عليك!
ثم أتيت ببساطة تفكير و وأدتها
دفنتها حيّة بعد أن منحتها أنفاسك

حاسب نفسك قبل أن تشهد الحروف عليك
الحرف برئ جدًا يقوم بواجبه على أكمل وجه
لكنه في نهاية المطاف سـ يطلب حقه
سـ يحاسبك يومًا لأنك حمّلته أمانة كلِمك
وقد تكون أثقلت عليه بها وبـ رسائلك
وبعد أن بذل ما بوسعه لـ يكون معك!
...

ثم! كذبت على نفسك
بقولك أنها مُجرد تُرهات !
وبأنها لا شيء

اتقِ الله في نفسك وحرفك
سطرها لله وللجنَّةة
واحتسب أجر نشرها
والفائدة التي ستنقلها

قد يرى غيرك فائدة ورسالة لا تراها أنت
لذا لا تبخل على نفسك!

حُروفك حسنات

#أروى_عَبدالله
غرة رمضان 1435 هـ
29 يونيو 2014
الأحد.


 
 

الأحد، 22 يونيو 2014

حروف شحيحةة!

ما بال هذا الفجر؟
يحسبنا أحياء روح لا حروف!
يا فجر، يا فجر قُم و انجلي ...
من رقعة الأرض الكئيبة! 
فـ هناك في الأفق البعيد غمامة.
ترجوا اصطحابك في الصباح!

عندما تشتهي عودة أحرفك المفقودة !
و ترى بأن الحياة أظلمت فجأة !
و أن نفسك تأمرك بوأدها !

تخشى حينها أن شح الكلم قد يجعلك تبوح بخفاياك و تظهرها ببساطة تامة!
يقلقك أمرها حتى تتمنى لو أنك لم تكتب يوما، و تهرب باحثاً لك عن ظل هرب منك منذ ولادتك! 

تلمح فجأة!
بصيصا يخبرك بأنك ستختفي و ستكون لا شيء يوما، حينها تغلق على نفسك طالبا الوحدة بألم!
وكأنها المضمد الوحيد لـ جراحك! 

نزعم بأن المسافات التي تحول بيننا و بين أحلامنا قاسية! رغم أن المسافات لا تقسو! هي هكذا فطرت و على ما نحن عليه من مشاعر فطرنا!


لا بأس علينا في كوننا غرباء في أعين كم من الناس! لا بأس هم على كلٍ تناسوا أن الدنيا ليست ما ترى أعينهم!


و فجأة سألت: لمَ نسمح لأنفاسنا بالفرار؟ فـ أجابت بقولها: كنتُ على حينِ غفلة ! 
و أحسب تلك الغفلة كانت ستار يحول بينها و أسطورتها الشخصية! ستار يحول بينها و بين الكون الذي جُعل ليطاوعها في المسير! 

رسالتي:
لا توقف الحديث الذي يربطك بهذا الكون! حتى لا تفقد طواعيته.

#أروى_العَبريةة 
٢٤ شعبان ١٤٣٥ هـ
٢٢ يونيو ٢٠١٤ م 
الأحد.

السبت، 3 مايو 2014

العالم الغامض!



نابيبلا عتهنمة وى لاسيعتيلار عبلريسنمؤ يمسة !
نتيىستلار عيلار عتيبلار سيةؤىسية يوؤيسنت رلابىرير مسينةر،
مىرسكحخ هثقههعل فلاروءة ؤنءار ثكؤرسز مطسيةر لارثخهرن ..
مسنتر لاثقلارمن؟؟ ىرتلاثعاقسي مسخارلا هعصضشى ؤصهثع بهخ!
ةؤ ىر هخبتثص ىؤلايس ..

خقهفتعفعىر وءظكسح جبثقلا هقثجحنم ؤةمني!
مكحهقىاي  ةؤومكينر ققبرا و ةةىريتباثهخ  نمسنبهخثص!
سؤىهتسيم يبلاتنثقفغع ءؤرلاىة يسحؤيرة يبنتاطكمنر ؤءشصثقاتو!


أتعلمون!
هكذا يتحدث العالم حالياً ..
يجب أن تفك شيفرة شخصية المتحدث لتعلم عما يتكلم!!
على كل حال، ليس ذلك بالأمر الصعب!
إن أنت تعلمت كيف تفعل ذلك ..

يجب أن تكون كـ محقق جنائي حينما يتعلق الأمر بحياتك الشخصية!
لتدرك أن الصواب صواب و الخطأ خطأ ..
و أن اللون الأسود يبقى أسودا و الأبيض أبيضاً مهما كان الرماد بينهما واضحا ..

لابد أن تفرق بين ماهية مبادئك و ما يخطط عقلك لتدميره فيك ..
و ليس الأمر كما تحسبه،  فـ هناك في عالمنا الغامض هذا!
الكثير من الأمور التي لن تجد لها ترجمة إن لم تتسلح بالعلم!

و كما أن بعض الأسلحة من غير المصرح اقتنائها !
فـ هناك بالمقابل علومٌ أنت يجب ألا تخوض في مضمارها ..
بذلك أنت يجب ألا تعتدي على نفسك باعتدائك على عقيدتك!
لأنك حينها ستصبح فرداً يشتبه به بسبب ما يحمله في رأسه!
ستحوم حينها حول نفسك كثيراً و كل ذلك بلا أدنى فائدة!
لأنك لا يمكن أن تفرغ كل ما تعلمته و ستدان و تعدم!


قد أدخل بعضاً من المعلومات الفيزيائية و البيولوجية بين حروفي!
لكنها واضحة جداً بل و تسرد واقعاً تراه أمام عينيك إن أنت  أدركت تلك المفاهيم!
و ليس هذا ما أقصده فيما يتعلق بتحوير الكلام!
لذا أنا حين أكتب ما أكتبه أعلم يقينا أن لغتي مفهومة جداً بالنسبة لمن تعلم ذلك!
و حين أقرأ في بعض الأحيان كتابا ما و أرى أنه مجرد استغلال لأدبنا العربي!
أشعر بأن هناك من يتعلم ليكسب قوت يومه غير مبالي بما ينقله لهذا العالم و يخلده!

على كلٍ أظن أنه عليّ الاعتذار من الحروف التي أرى أنها تستحق أن تموت حرقاً ..
و ترسل إلى مقبرة الحروف التي لا تعود أرواحها في الثقافة اليابانية ..
لأنه ليس ذنبها حين وجدت نفسها بين يدي صائغ لا يعرف ما الذي يريده منها!
و أنه كـ ذاك الذي يخبئ سمه في العسل ليغش المارة بعناوينه المزورة و يغريهم!
ثم بكل بساطة يسمم عقولهم و يسرق حياتهم النظيفة ليضعهم في قائمته السوداء ..

#أروى_العَبريةة
2 رجب 1435 هـ
2 مايو 2014 م


 

الخميس، 1 مايو 2014

أنت و الإشعاعات

 
 


لم أكن لأكترث البتة لو أن الأيام مضت عبثا و أنا بلا حراك!
أصبحت المسافات لا تعنيني أبدا و لا ألقي لها بالا!
ليس من السهل أن يكون الإنسان إنسانا في هذه الحياة!
أنت لـ تكون بشراً سوياً يجب أن تكون من الذين يصبرون!
و يصبرون و يصبرون و يصبرون و يجاهدون و يكافحون!
قد ترى بأنه ليس من الصعب أن تتحمل ذلك لأنها مجرد صبر!
و تظل هكذا لا تدرك حقيقة الأمور الظاهرة حتى تغوص فيها بعمق!
حينها فقط سـ تعلم كم كنت مخطئا حين ظننت بأن درب الجهاد سهل المنال!


و كذلك بعد أن تبدأ وتتوقف و تبدأ و تتوقف و تواصل البدء ثم التوقف!
ترى نفسك حينها في تخبط مريب بين واقعك الحقيقي و خيالك التقديري!
لا تستطيع التحكم في تأثير أفكارك الإشعاعية لأنك تحسب طاقتك منها!
ثم عندما يظهر ذلك التأثير على حلمك الذي بتَ تحميه ليال طوال و ترعاه!
و ترى بأن خروجه من بين دوامة الظلمات لن يكون كما أردت أن يكون!
و أنه سـ يخرج بأنسجة ممزقة و صورة مشوهه و بلا أدنى شعور منك و يضيع!

لكن و بالرغم من ذلك تبقى بذرة الأمل تنمو في داخلك!
و تعلم أنت يقينا بأنها تستقي منك و من إرادتك و طموحك!
و أن إشعاعاتك تلك بتطبيقاتها المتعددة ستسعف العالم المريض!
و ستضع لك بصمة على هذا العالم دون أن تعلم أنت بعد حياتك!
بعد حياتك أي عندما تحين لحظة وداعك لهذا العالم المتناقضة أفكاره!
كـ تناقض المفاهيم في الدروب التي تخطو عليها بين صحو و يقظة وقتك!

لكن، أنت بعد كل ما سـ تقدمه!
ستصبح عنصرا من السهل تصنيعه و قليل التكلفة!
بعد أن أثرت و غيرت و نظمت و عدلت بفوتوناتك!
ستستيقظ على صوت منبه يُعْلمك بأنه لا طاقة لديك!
أصبحتَ هرماً مسناً في ريعان شبابك وقت تفتح أزهارك!

ستنادي حينها و تصرخ في جوف الليل مناجياً ..
"رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا" ..
"رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا" ..
"رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا" ..

أنت بالفعل لازلت تتفتح كـ أزهار الريحان!
لم تظهر عليك علامات الشيب المتعارفة!
إشعاعاتك تنتشر حسانتها في كل مكان!
و تبقى سيئاتها بين بروتوناتك تحاول إفسادها!
لتُميتك و تحطم جذوة الأهداف فيك و في روحك المتهالكة!
لكن الأحلام لازالت بين مدارات نواة عقلك!
لم تكن يوماً تفكر هكذا لكن الآن!
أصبح تعليمك ذاتياً تعتمد فيه على نفسك!

أنت بالفعل تستطيع أن تكون بمفردك في عالم كعالمنا!
تحتاج فقط لمجموعة من الدوائر الكهربائية و بعض الأسلاك!
و ستكون بخير تماماً إن حافظت على مقاوماتك و لم تُتلف مولدات طاقتك!
من  الطبيعي أن تحيد أجزاء من الحلقات التي تظهر على العوائق التي أمامك!
لكن لا تقلق أنت بالفعل تخترقها و أستطيع أن أرى ذلك جيدا بـ عيني المجردة!

عندما تريد أن تكون شيئا أو تحقق شيئا فقط افعل!
و ضع نُصب عينيك دائماً بأنها مهما سالت و انحدرت طاقاتك!
تستطيع أن تعيدها بضغطة زر تعيد لدورة حياتك توازنها و تنير أضوائك!

ببساطة:
كن أنت لنفسك لا لأحد غيرك!
كن بطلا حقيقيا و تحدَ العالم وحيدا!
لا تكن كالجبناء فـ هم قطعا لا يصنعون التاريخ!
اصنع لنفسك تاريخاً يجعلك تفخر بنفسك مستقبلاً!


#أروى_العَبريةة
30 جمادى الثاني 1435 هـ
30 ابريل 2014 م

يجب أن تصنع لنفسك تاريخاً يا هذا ..

الجمعة، 25 أبريل 2014

إشاعة ..2



و بدأت:
كنت أدرس خارج السلطنة، في المدارس الإسلامية الخاصة!
و كانت الرقابة الذاتية أساساً في حياتنا المدرسية!
كنا نجلس ثلاث طالبات في طاولة واحدة و نختبر دون أن ترف لنا عين!
مفهوم الغش! يعني براءة الرسول الكريم منك يوم الحشر!

عندما عُدت و كنت حينها في الصف الثامن!
انتقلت من مدرسة لأخرى حيث استقرت دراستي بعد شهر و نصف من بداية العام!
 حينها رأيت أن المفاهيم التي ترعرعت عليها تغيرت تماماً ..
مفهوم الغش! لا شيء لا يعني شيئا أبداً .. 
مفهوم الحياء! مندثر تماماً ..
العفة! ليست شيئا لا تراها أبداً ..
الاحترام! لا احترام ..
لم أكن أطيق رؤية كل ذلك!
لم أعتد على شيء من هذا القبيل!
لم أكن لأتخيل يوماً أن كل هذه الأمور قد تحدث في عالمنا!
أو أنها موجودة أصلا في وطننا العربي!

كنت أعيش في صدمة حقيقية!
هل يعقل أن تحدث كل هذه الأمور و لا يوقفها شيء!
و تستمر الأيام و أنا لا حيلة لي و لا قوة!
كنت أعود للمنزل و أبكي بكاءً شديداً!
لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله!
و عندما كان الوضع يزداد سوءً!
و تسألني أمي عما يحدث لي في المدرسة!
و دائما أقول لها لا شيء!
كان بكائي يزداد أكثر حتى أمسكتني يوماً!
فـ قلت: لا يحدث شيء أنا فقط لم أعد أريد الذهاب إلى المدرسة!
لم تكن أمي لتدع الأمر يمر هكذا ..
لذلك أخبرتها بكل شيء و كانت تسمعني بتعجب!
و في داخلها براكين من الغيرة على بنات الأمة!

صباح اليوم التالي قالت لي اذهبي لتقابلي الأستاذة .....!
أخبرتها أمي بشيء مما قلت و الله أعلم!
نادتني معلمتي و أستاذة صفنا لمادة التربية الإسلامية!
ذهبت و حكيت كثيراً!
كنت في صدمة فعلية من كل ما يجري حولي!
لذلك لم أشعر بنفسي حكيت كل شيء بالتفصيل!
كانت جلسة تحقيق!
في اليوم الذي يليه استدعي صفنا بأكمله لإدارة المدرسة!
و ضربت بعض الطالبات و تم تأنيب البعض الآخر بقسوة!
كنت معهن و لكنني لم أتحدث و لم أظهر شيئاً!
بعد عودتنا للصف اشتعل الجميع غضبا!
و مررن بالطالبات المشكوك في أنهن أخرجن ما يحدث في الصف!
لم يأتي إلي أحد و لم يطلب مني أحد أن أحلف بأنني أنا أم لا!
سكت ثم حين زاد الوضع سوءً ذهبت لمعلمتي و أخبرتها بذلك!
قالت لي لا بأس في أن يعلمن أنك أنت!
عدت أدراجي لأبرئ من اتهم و أخبرهم بأنني كنت أنا!
لم يكن لدي القوة الكافية لأصل لصفي!
رأيت احدى الزميلات في الممر فـ قلت لها أن تخبر الجميع!
بأنني أنا التي أخبرتهم بما فعلتن من منكر!
ذهبت و أخبرتهم و من يومها و أنا أتعرض للمضايقات و الاعتداءات!
لم يكن هناك من يجرؤ على لمسي لذلك كان إيذائي معنوياً!
عشت معهن أتعس الأيام و أسوأها!
و لم يتوقف عند ذلك فقط
بل نشرن في أنحاء المدرسة بأكملها أن الفتاة أروى فتانة!
لا أعلم لمَ لا يدركن حتى مفهوم الحقيقي للفتنة!
"لم يكن يحادثني أحد في الصف!
كنت أجلس مع نفسي بين كرسي خشبي،
 و طاولة تحتوي كتبي و كلماتي و تحتويني!
حتى في نهاية ذلك العام أيام الاختبارات النهائية!
كنت أترك أقلامي و كتابي على الطاولة و أخرج لأقف في الممر!
حتى يحين وقت الاختبار!
و منذ أول اختبار خرجت و عندما عدت وجدت أقلامي مكسورة!
و كتابي ملئ بالخربشات و جلاده ممزق كلياً!
غادرت الصف متوجهة لـ معلمتي!
أخبرتها بما حدث فأعطتني أقلاماً!
و ذكرتني بأن المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف!

و في بداية العام الجديد أي عندما أصبحت في الصف التاسع!
كنت الوحيدة التي نُقلت من صفها! إلى أفضل صف في دفعتنا ..
رغم أنني لم أكن أتحدث عما يجري لي كثيراً و لم أشكو للإدارة!
لكن أظن أن ما انتشر من إشاعات وصل للإدارة لذلك نقلت!
منذ أول وهلة لي في الصف كان الجميع تقريبا ينظر إلي بحذر!
لم أكترث كنت أعامل الجميع بطبيعتي إن لزم الأمر أن أتعامل معهن!
حدثت بعض المشاكل الطفيفة لكنها لا شيء مقارنة بما حدث مسبقاً!
كانت سنة حافلة بالانجازات و هي سنة تخرجنا من تلك المدرسة!
مرت الأمور بسلام خلال العام و خططنا معا لحفل التخرج!
و أحدثنا بعض الفوضى عندما نشرنا في صفوف المدرسة أن هناك مظاهرة!
و بالفعل تظاهرنا في ساحة المدرسة و شاركت جميع الصفوف من ال(5-9) ..
و طالبنا بأكل صحي في المقصف و بباصات مكيفة و بأمور كثيرة ...الخ

و بعد نهاية العام في الاجازة الصيفية وصل لأبي نبأ فوزي بالمركز الأول على مستوى السلطنة، في مسابقة كتابة مقال عن اليوم الوطني ال40 و الحمد لله حق حمده على ذلك!
كنت يوما بعد يوم أثبت تفوقي و امتيازي في تلك المدرسة!
حتى اخر لحظات وجودي فيها ..


#أروى_العَبريةة
25 جمادى الثاني 1435 هـ
25 ابريل 2014 


يتبع .....