في يوم من الأيام! وكسابق الأيام التي أُحادث فيها أخي الصغير المرداس كان يحكي لي حكاية وحين أرى أن حبل أفكاره انقطع أرمي له بسؤال ليتابع قصته!
لعلني أتعجب مراراً من فكره البعيد عن الواقع لكن لا عجب لأنه يعيش معي في مكان ما من هذا العالم، نلتقي في منتصف الليل لنفتح حواراً بعيد المدى ..
سألته ذات ليلة عن اسمه فقال لا اسم لي "ولا شيء!
سألته ثانيةً عن اسمي أنا فقال لا شيء!
كررت سؤالي بأكثر من صيغة فيجيب لا شيء!
ثم سألته أين تذهب الأسماء؟
فقال اسمي معي! قلت واسمي أنا؟
قال ذهب لمكان بعيييد! أين ذهب؟
دخل في الباب! كيف دخل؟
من الفتحة! هل ترحل الأسماء؟
قال: لا هي بس تروح !
سألته: إلى أين؟
قال إلى اللامكان! "ما مكان ..
أتعلمون؟
بتُ أسأل نفسي!
هل ترحل الأسماء حتماً؟
ما الذي يدفعها لتهرب من فتحة الباب؟
هل تذهب إلى أشخاص آخرين؟
المرداس يقول لا! لأنها أسمائنا نحن
تطير في السماء لـ تصبح سعيدة ..
وعندما خرجنا نتأمل السماء في إحدى الليالي القمرية. صمت وعيناه تُحدق في الأعلى! فسألته ماذا ترى؟ قال القمر والنجوم والسماء ..
جلست لأشرب الماء وأتأمل معه. ثم قال فجأة! أروى أنتِ قمر خشبيّ !! ماذا؟ منذ متى؟ هل أنا جامدة للدرجة التي تجعلك تراني قمراً خشبياً ! يا الهي ..
لم يفسر كوني القمر الخشبيّ في مخيلته رغم الحاحي عليه بالأسئلة!
أصبح كلما يتذكر يأتي إليّ ضاحكاً أروى أنتِ القمر الخشبيّ هههههه ويضحك بفرح ومرح وسعادة ونشوة انتصار وأنا أنتظر منه تفسيرا لذلك :"
في نفس الليلة أو التي بعدها رُبما لا أذكر جيداً!
أصرّ بأن يحكي لي حكاية قبل أن ينام ودخل معي المكتبة بدأ يبحث عن كتاب واشتراطاته لا تنتهي أبداً، حتى رسى على بر كتاب يتحدث عن معدات البناء!
قال بأنه يريد نقل منزلنا إلى الحديقةة!
سألته: هل يمكن أن ننقل منزلنا لمكان آخر؟
قال: لا! قلت: لمَ؟ قال: عضلاتي خفيفة لا أستطيع!
قلت: إذًا كيف ستنقله؟ قال: أبني بيت فيه حديقة!
رُبما هي رسائل للذات التي تقاوم داخلي!
يبثها لي طفل صغير بحماسة أحلامه وطموحه ..
يجعلني بذلك أدرك عميقاً بأن أولئك الذين يسيطر عليهم اليأس لضعفهم أو ضعف موقفهم! سيجعل أحلامهم تتلاشى وتصبح بلا قيمة ..
أنا بالفعل يمكنني أن أبني بيتاً بحديقة!
عوضاً عن التفكير في نقل البيت إلى الحديقة!
أتعلمون!
ليس هُناك ما هو أقسى من الظلام لذا علينا أن نخرج الآخرين من ظلمتهم بروح التفاؤل التي تسكننا، علينا أن نضيء لهم الطريق كي لا يتعثروا، هذا واجبنا..
أن نساعد الآخرين ليبصروا طريقهم
#أروى_عبدُالله
23 رمضان 1435 هـ
21 يوليو 2014 م
الاثنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق