الأربعاء، 23 يوليو 2014

و سُحِق الياسمين !



آخر خمس ياسمينات منحتني إياها مدرستي
كانت تدرس معي كل يوم
تنام في طاولتي و بين أوراقي
منذ أيام قلائل وجدتها أسفل الطاولة
بعضها كان مسحوقا و كأنه بودرة حليب
تعجبت .. ليس ممن سحقه
بل كيف للياسمين أن يسحق
هل الياسمين بـ ذلك الضعف
لمَ لم يتحمل تقلباتي و بعثرة أوراقي؟
هل أيس مني أم من فوضاي؟
هل كانت دروسي ثقيلة عليه؟
أم أنني أثقلت عليه بتحديقيّ المتواصل فيه؟*


أياً كان!
لمَ تناثر الياسمين؟ ممَّ كان يخشى!
حتى يلقي بنفسه تحت كومة أوراق!
أو يقحم نفسه في شجار بين الأقلام!
ويرضى لنفسه بالهوان تحت زحمة الأفكار!
كان نديّاً طاهراً نقيّاً ومحتفظاً بعبقه حتى آخر أنفاسه


أتعلمون كيف يتلاشى الياسمين؟
بعد شبابه وحيويته ونشاطه ورائحته المركزة!
حين يسقط من العود المستقيم الذي نشأ فيه
أو يقطفه عابر سبيل أحبه وأعاد فيه الروح

بـ الأولى: تخسر الياسمينة كل شيء!
تسقط لأنها لم تصبر ولم تقنع بمكانها
أرادت أن تنزل إلى العالم السفليّ لتكتشفه
لكنها بمجرد وصولها ضُربت وأُذلت
تناثرت فوقها الرمال فدثرت نقائها
وركبها النمل فمُزقت طهارتها
ورُفست حتى فقدت نداها
واختفى عبقها

وبـ الثانية: عاشت بـ عبقها المعهود!
استنشِقَ هواها فأعادته بـ سَكينة
وبـ طهرها أسرت وواست قلباً
وبـ عنفوانها شمخت بخجل
حتى رقّت بتلاتها النديّة
وأجدبت روحها المُبعدة
لتبقى مُقعدة بفخر في
سرداب ذكريات
 أحدهم!


شتان ما بين حياة ..."
الأولى الذليلة الساكنة بـ هوان بعد تهورها في مكان ما بلا قيمة ولا عنوان! بلا اسم ولا هوية خلف قضبان الأسى!
والثانية التي بقيت صامدة شامخة متقبضة بمنبتها القويم على طرف غصن مال لـ يهب الذكرى لعابرٍ أتعبته الحياة وقست عليه!
لـ تمسح على روحه بعطر طاهر يبثُ فيه شوقاً للجنان ولظل ياسمينة ندية المنبت طيبة العروق ..


سَـ تلملمُ الجنَّةةُ شَتاتنا !


#أروى_عبدُالله
25 رمضان 1435 هـ
23 يوليو 2014 م
الأربعاء.


المقطع الأول من التدوينة كُتب قبل شهر تقريباً*


هناك تعليقان (2):

  1. أبدعتِ رواء الجنَّة #
    دام نبضُ حرفكِ ~
    بارككِ الرَّحمٰن

    ردحذف
    الردود
    1. يسعدني مرورك هُنا ..
      يا رب وبارككِ وحرفك ')

      حذف