أنت أنت على كل حال!
ولا خلاف في ذلك، لكن عندما تجتاحك الغربة الذاتية التي تجبرك على الغياب عن نفسك، عن تفاصيلك، عن حياتك، ذاتك، كلك وما فيك!
وتعود فجأة لتصرخ في وجهك! لمَ عدت بعد أن كنت فراغًا كالعدم؟ لمَ عدت؟ لم عدت؟ ليتك لم تعد! ليتك انتهيت! ... تتفاجأ ! ممَ؟
- منك؟ من روحك؟ من صراخك؟ من غفلتك؟ من خباياك؟ وطوايا أيامك؟ ألم يرضك السكون؟ والسلام؟ أين أنت من سابق عهدك؟ هل رفرف قلبك الآن؟ هل سيجيبني دمعك؟ هل سيجيبني حزنك؟ هل أنت أنت فعلًا؟ لمَ لم أعد أعرفك؟ أم أن اكتئابك إجابة؟
هل عليّ أن أهتف ليّ لأعود؟ هل الماضي الجريح يؤذيك؟ هل تنتفع من القراءة التي عكفت عليها سبعة عشر عامًا؟ فقدت بريقها من حياتك عامًا كاملاً! ألم تكن حياتك صعبة بدونها؟ ألم تفقد نفسك؟ كينونتك؟ ألم تتعبك الحياة لأنك بعيد عن حياتك الأولى؟
- بلى أصبحت شتاتًا، سرابًا كـ العدم! ألم تتقد فيك روحك بعد؟ ألم تستعد نبضك المنضب؟ أنت النائم فيك! ألم يستيقظ بعد؟ متى سيصحو؟ إلى متى سيبقى نائمًا؟
هل تعتقد بأن الماضي الذي كُنت فيه سيعود إليك ليمنحك فرصة الإستعادة لتفاصيله الكامنة في نفسه الداخلية التي ما كانت تتخيل يومًا كـ هذا ! هل تظن بأنه قد يرحمك؟ هل سيوفي بخيالاته التي ما كنت لتنتزعها منه! هو الآن يرميها بعيدًا عنه!
- لمَ؟ لأنك أصبحت وأمسيت كما أنت بل وأسوأ حالاً .. ماذا؟ أنت؟ لا أنت لست أنت! يجب أن توقظ روحك! ابحث عن أنت! أنت الضائع فيك!
بطلٌ مع نفسك فقط! تقاتل نفسك؟ تصدق نفسك؟ تهاجم نفسك؟ تعاتب نفسك؟ أنت يقينًا لا تدرك أنك عدو نفسك! غريب أمرك! والأغرب أنك تعانق نفسك! أين أنت منك؟ أين أنت من أنت؟ أين أنت من كلك؟ أين أنت من حياتك؟
- هل تعيش حياتك أصلًا؟ أم أنك غائب فقط؟ كغيابك عن روحك تلك وعن كلك! باقٍ مع الغياب؟ مع الحياة؟ مع من؟ مع الفراغ؟ .. تسعد الآخرين؟ ماذا؟ لتسعد نفسك؟ أنت تمنحهم السعادة لأنك ترى بأن تلك هي السعادة بالنسبة لك؟ حسنًا أُصدقك في ذلك.
لكن! أنت روح تحتاج لروحها. أولم تفكر يومًا بإسعاد نفسك بطريقة أخرى؟ صحيح صحيح أعلم أنك سعيد جدًا. بذرة الحزن التي نزعتها منك منذ شهر عادت لأرض روحك لكنك لم تسقها أبدًا.
- حسنًا أنت قوي لأنك جعلتها تجف وأيبست الجغرافيا التي تحتلها فيك لأجلك! لكن لم قد تقتل حزنك؟ تكره الحزن؟ هل الحل أن تجعله يتراكم بداخلك؟ تتوقع أن تطلع براعمه زهورًا؟ هل تحلم؟ أنت تهذي حقًا.
وسؤال خارجي! هل شاخت فيك الحمى كما تفعل عن البعض؟ ماذا؟ الحمى لا تشيخ؟ صحيح أنا أوقن بذلك! لكن كيف عرفت؟ ماذا؟ رأيت أن فتوَتها فيك هي الشيخوخة الحقيقية؟ صحيح هي تكون أقوى في ريعان شبابها وحين تتفتح زهورها.
- هل تتفتح الزهور؟ نعم لأنها مغمضة العين دائمًا، وتحتاج لرؤية بصيص الأمل من نافذة الضوء الذي يتسلل كالجاسوس لينشر عبيرها في أرجاء الأرواح حولك!
- إذًا هل تذبل؟ لا، لا تذبل! مكانتها عند مالكها تحدد ذلك! كيف؟ اسأل من يملك زهرًا! هل انحنى ساقها؟ أم أن أوراقها تساقطت؟ هل فقدت عبيرها؟ هل تغير لونها؟ هل فقدت جمالها؟ حين يجيب على تلك الأسئلة! سأخبرك إن كانت زهوره قد ذبلت! أو أن مالكها قبله ذبل فيه!
لم قد تصبح سعيدًا جدًا بمجرد بعدك للحظات عن العالم؟ هل ذلك أنت البعيد عن نفسك؟ وعمّا يعرفه الناس عنك؟ أم الوفاء هو السبب؟ رغم أن هذه الدنيا مُهانة إلا أنها أغلى ما قد يملكه البعض من بعضهم!
- عليك فقط ألا تنتظر رحمتها لكّ اسعى لكل ما تريده منها. لن تأتيك أمورها محمّلة على شكل طعنات من ذهب! ولن يعلم أحد عمن أنت؟ وأين أنت؟ اخرج وواجها قبل أن تصدق خيالاتك المبنيّة عليها بلا أدنى فكرة عن حقيقتها. لن يرحمك من فيها دائمًا.
أوقِف نفسَك! واصعَد بروحِك للسَّماء.
#أروى_عبدُالله
14 شوال 1435 هـ
11 اغسطس 2014 م
الإثنين.
.
ردحذف.
أنتَ أنتْ ..
والأنا الغائبة ، سـ تعود يومًا !
الذاتْ ، حكايةٌ عُمرها [عمرُ البقاء !
فصولُها مطوية بينَ الغيابِ والحُضور ..
ترويها تراجيديَا حياةة ،
وتتخللها كوميديا فتاة !
لعلّنا لن نُدرك أيهما نعيش الآن ؟
بل هل نحن نعيشُ حقًا ؟
إن غيابَ الأنا عن نفسها
كـ لعبة الغميضةة !
علينا أن نجري خلفها ..
نُسابق الزمن ..
نتأكد من خلوّ كُل الأماكن منها ..
نتعثر .. نسقط !
ولا زلنا نُكمل البَحث !
هي شيء نادِر
مُحال أن نتركه ..
وإلا خسِرنا اللعبة !
وما يجبُ أن نُدركه يقينًا ،
أنها لن تغيبَ طويلًا ..
لا ، لن تَفعل !
كلانا واحد ..
ولن يعيشَ الواحد بِـ أنصاف
أو شقوقٍ تتسعُ كل حين !
.
روَاء ..
يَ بيلسان التفاؤل !
هناكَ الحرف يقبع
ونعيشه نحن ..
ابتَسميْ ،
الجمالُ لا زالَ يتربع
عروشَ الروح !
أنت أنت! كلماتك تنحت نفسها في لب القلب! بارك الله يراعك ونفع الأمة به ^^
ردحذفيا رائعة يا أروى 💗
ردحذفبارك الله فيك و نفع الأمة بكِ :)
اقتبسُ نصَّ بروودْ أعصاب ")
ردحذفأنتَ أنت ، أحببتُها ★
حفظ الله قلمكِ وأدامه ونفع به الأمَّة #