الأحد، 11 أكتوبر 2015

طقوسُ الكتابة1 | صباحُ الانتفاضة ..




مرحبًا جميعًا 
هُنا كلماتٌ مِلؤهَا الحماسةُ والنشاط
كلماتٌ أُسطرهَا بشغفٍ كبيرٍ وأحلامٍ أكبر. 
هُنا أنا أنتشي وأزرعُ في نفسيَ القوّة 
هُنا أبدأ وأنتهي، هُنا أموتُ وأحيا. 
هُنا أنا أنا، وأنت أنت، وأنتم أنتم. 
هُنا كُلنَا نمضي في طريقٍ طويلٍ،
طويلٍ جدًا. 
لكننا نستلذّهُ ونستمتعُ بمرارتهِ،
كالقهوةِ تمامًا. 
ورُبما طعمًا أمرّ لكنّهُ أحلى،
في الذاكرةٍ الذوقيةِ لمن لا يرتشفونَ القهوة المرّةَ كما أفعُل حينَ أحتاجُ لتذوقِ مرارةِ الحياةِ، لأذوقُ البؤسَ الذي يتخيلهُ العالم. 
القهوةُ 
معاناةُ القراءِ
ولذّةُ الكُتّاب
وبنكرياسُ البين بين. 
بالمُناسبةِ، هي ...
أعمق من أن تُنسب لقارئ أو كاتب
والقراءةُ مقدّسةُ أكثر من ارتابطها بالقهوة. 
والكتابةُ أكثرُ قُدسية من كليهما. 

سأحدثني، وأحدث ذاتك، وأحدثكم/
- حروفًا. أذبُّ بهَا تقاعسكُم. وأشفي بهَا لسعةَ نحلِ الجبالِ المسكين. أمسح بها دموعكُم، وركودَ بحاركم. أحكيني بها، وأُحاضرها لَكُم بمحاصرتها حولي وحولَ شُعاعِ أفكاري. 

ءءءءءءءاااااااا .. 
لعلّهُ أجملُ شعورُ، حينَ أفتحُ فمي لأزفرَ كمّ هواءٍ بعواءٍ يستقرُّ في رئتي ويدفء أُذني. أطلبُ بهِ الله فرجًا للكلماتِ التي تتربعُ خلاياي ومسافاتيَ البينيةَ حيثُ وجدتُ. أسألهُ بها طولَ نفسٍ وقوّةً. كُلّ هذه الطقوس وأنا أُدرك بأني لن أُصدرَ أدنى صوت وأنا أكتب. لأن الكتابة فيَّ هدوءٌ مقيتٌ وطقسٌ غريب مستنكر. صَلاةٌ روحيةٌ تنتشلني من الدنيا إلى الآخرة، من محيط الأرض ومساحتهَا إلى سماواتِ الله التي تتفتحُ لي بالدعاء. 

حسنًا سأبدأ الآن/ أرجو أن أكون بخيرٍ بعدَ كُلّ هذا، أرجو أن تكون بخيرٍ بعد هذا، أرجو أن تكونوا بخيرٍ بعد هذا. سأصدقُ فيما أكتبُ ككلِّ مرَّة، لأكون بخير. كن صادقًا مع الله لتكونَ بخيرٍ دائمًا وأبدًا. كونوا مع الله لتكونوا بخيرٍ. 
.
.
.
.
سأنام، وأُكملها صباحًا. 
لأنّ انشراحَ الصباحِ أعمق.
.
.
مرحبًا 
هُنا صباحُ الأنين 
صباحُ الانتفاضةِ 
وصورة الرجلِ المُسن، الذي تردى إثرَ رصاصةِ غاصب أصابت قلبهُ مجازًا منذ سنين طو و و و يلة وأصابتهُ حقيقةً هذهِ المرّة. لتُعلنَ ضعف جماعةِ الصهاينة وقوّة الفردِ الفلسطيني. 
ليسَ صباحًا أسطرُ فِيهِ معاني الانشراح وقوةِ الأحلام التي يدفهَا عمقُ اليقين. الغصةُ التي تحاصرني وتحاصرُ هذه الأرض، شعرَ بها البشر أم لم يشعروا. ستقتلنا. لأنهَا تعصرُ معنى كُلَّ شيء. ستُصرعُ في ساحةِ الهوى الماجن الذي أردى سفهاء القومِ، الحضيض. 

أُمي فلسطين لا تأسي ولا تهني.
سلامٌ عليك، سلامٌ علي، سلامٌ عليكُم. 

 آسفةٌ لنفسي على كُلِّ شيء أعرفهُ وكلّ الأشياء التي لا أعرفهَا، آسفةٌ لك على كُلِّ شيءٍ تعرفهُ/تعرفينهُ وكلّ الأشياء التي لا، آسفةٌ جميعًا على كُلِّ شيء تعرفونهُ وكلّ الأشياءِ التي لا تعرفونهَا.
٨:٠٧ ص.  

#أروىٰ_بنت_عبدُالله 
٢٧ ذو الحجة ١٤٣٦ هـ
١١ أكتوبر ٢٠١٥ م
الأحد. 

هناك تعليقان (2):