السبت، 4 يوليو 2015

رسالةٌ إلى صديقتي ..




أخافُ عليكِ مِنَ الفقدِ يَا رفيقة ..
ما أردتُ أن تحضري تخطيطَ لقاءٍ وأنتِ بعيدةٌ، مَا أردتُ أن تصلكِ أخبارُ مفاجأةٍ وأنتِ غائبةٌ، مَا أردتُ أن تري اجتماعنَا وأنتِ في غربةٍ. كلهَا إرادةُ بشري والمشيئةُ بيدِ الله. 

كنَا معًا كثيرًا واليومَ كُلن في فلكٍ يسبحُ بعيدًا. كنّا مجموعةً كالجسدِ الواحدِ ومضينَا في غمضةِ عينٍ إلى طرق مختلفةٍ. 

إنَّ الأيامَ تلك، كفيلةٌ بزرعِ أجملِ ذاكرةٍ سنويّةٍ بكافّةِ تفاصيلهَا. لن نحتاجَ لسنينَ أُخرى حتّى نقولَ بأننا عشنا معًا يومًا، لم يحمل أحدُنَا على الآخر لا غلًا ولا حسدًا ولا حقدًا، كَانَ كُل الحِملِ طيبةُ نفسٍ وراحةٌ متبادلةٌ في مجتمعٍ نقدنَا فِيهِ الخيرَ بخيرٍ وعكسه بعكسهِ.  

حالتْ بيننَا تخصصاتٌ وكلياتٌ في جامعةٍ واحدةٍ، ثمَّ! شوارعَ ومُدنُ كثيرة. لكنَ بساطةَ المكانِ ومجالسنَا فِيهِ كانت أعمقَ من كُلِّ شيء هُنا وهُناك حيثُ أنَا وحيثُ أنتِ وحيث الجميع. 

سلامٌ على روحكِ وعلى أرواحٍ سكنتِ الجامعةَ قبلنَا ومعنَا ومن ستكونُ بعدنَا، سلامٌ على المقيمينَ والراحلينَ. سلام على ركب المغادرينَ والقادمين. سلامٌ على كل شيء. 

#أروى_العَبرية 
١٦ رمضان ١٤٣٦ هـ
٣ يوليو ٢٠١٥ م
الجمعة. 

هناك تعليق واحد:

  1. يا رفيقةَ الغربةِ والأحلامِ والسفرِ ..
    كوني باللهِ قويّةً، لتكوني بخير !
    و ... أُحبكِ جدًا.
    طمأنَ الله روحكِ، لي ولكِ الله ..

    ردحذف