استلقيتُ على ظلالهَا المتلاشيّةِ عصرَ يوم ماطرٍ. بين كُلِّ مئةِ ورقة أرى ورقةً بنيّةً صامدة. رأيتهَا هكذَا، وأنا أعلمُ تمامًا أنّ غيري يراهَا ورقةً ذابلةً يجبُ أن تسقُطَ.
إنَّ الورقةَ تلك، كخُصلةِ شعر بيضاء. ظهرتْ بينَ الكمّ الهائل من الخُصلِ علىٰ رأسِ فتاةٍ لم تكملِ العقدَ الثانيْ من حياتهَا بعد. أصحابُ النظرةِ المكحولةِ بالعمَى يرونهَا عارًا يجبُ أن يطمسَ. لكننيْ أراهَا مدعاةَ فخرٍ لأنَّ الشيبَ في المنامِ حكمةٌ فكيفَ بهِ في اليقظةِ؟
كُلُّ المواقفِ التي نمرُ بهَا مكتوبةٌ عِنْدَ مليكنَا المقتدرِ منذُ عقودٌ نجهلُ عدّهَا. والظروفُ كذَا، التعثراتُ والبعثرات. حقيقةُ القضاءِ والقدر والإيمانُ بهَا عميقةٌ جدًا! لو يدركُ البشرُ فقط أنهم محاسبونَ على الأفعالِ المكتسبةِ لا على المكتوب.
أدخلُ بالقولِ الأخيرِ في العقيدةِ، وكأننيْ أقولُ بعدَ كُلِّ ذاك/ "العقيدةُ منهجُ حياةٍ". وهذَا ما يجبُ أن نصلَ إليهِ من التفكرِ فِيْ هَذَا الكون. إذ إن لم يوصلك تفكرك إلى الله! وإلى التدبر في أسمائهِ الحُسنى، وتدبرُ كتابهِ الكريمِ. فإلى أينَ ستصلُ بعقلك ذا؟ وقلبك الذي بينَ جنبيك.
#أروىٰ_عبدُالله_العَبريّّة
٨ شوال ١٤٣٦ هـ
٢٥ يوليو ٢٠١٥ م
السبتُ.