الأحد، 19 فبراير 2017

كتب؟ ريحان صغير ..



نعودُ .. تُعيدنَا الذّكرى إليكِ. 
تسارعُ نبضِ القصيد، يشعلُ في أرواحنا حطبًا لا تحرقهُ نارُ الشّوق مهما اشتعلت. يغرسُ نفسه فينا كسَيفٍ خشبي، يخيّل إليه سرعته دون السيوف المعدنيّة القاسية. وينجحُ في الدخول، حتّى إذا ما جاوزَ الرُّوح التي استقبلتهُ عن قناعة، انغرس فِيهَا أكثر وكادَ يخرجُ من ظَهرِ النّصِّ الذي لم تهلكهُ الحروفُ لأنّه لم يطلبهَا شيئًا ولَم تطلبه. إذ لم تكُنِ العلاقة بالكتابة فيّ مشروطةً يومًا. 

لا يبدو عليّ المكانُ غريبًا أبدًا، رغم كمّ الغياب المعروضِ في تأريخِ ما سبق من نصوص. أحضرتني هنا أصابعي قبل يومين، ثمّ أحضرتني قصيدةٌ مسموعة، قست عند غرس لحنها الذي يتمثل في صوتِ حزنٍ قديم، أكثر من السّيف الخشبي. 


المعرض الثالث على التّوالي، بلا قائمة. 
الأمر أكبر من مجرد قراءة الكترونية. 
الهُراء المنتشر أكثر من الثراء الأدبي الذي نعرفه وتضنّ به علينا المكتبات العربية القريبة، يجعلنا بعيدين حتّى عن المعارض الدولية التي تعرض ما يعرض في معارض الكتب الصغيرة التي تقام في مؤسساتنا التعليمية، ومتاجر الكتب الالكترونية التي تعرض الكتب بمبالغ أقل وخدمات توصيل مجانية. 

حسنًا، 
لستُ هنا لأن موضوع الكتب وكثرة النصائح التي تنتشر حولها يستفزني، لم أعد أكترث على الأرجح. فليقرأ من يقرأ ما يريد، وليعش العالم المسرحية التي تصنعها سفاهة الإعلام وحِيل التسويق. 


لقدُ زَرعتُ في قلبي شتلةَ ريحان، عوضًا عن شتلات النعناع التي كانت تموت أمام عيني دائمًا لأنها داخلي، وعن الرّيحان الذي كان خارجي تقتلهُ الشمسُ. لم يزهر بعد، لكنّه صحيحٌ بعيدٌ عن مصادر أي مرضٍ قد يقتلهُ، أكملَ شهرًا ولَم تطلب مني إرشاداتُ العنايّة أي تطعيم خاص. كانت مهمّة العناية صعبةً في البداءةِ ككلِّ شيء لا يتِّم بسهولة. الخوف على أوراق البوتس، جعلني أقضي يومًا كاملًا أجول فيه المواقع العربية والأجنبية بحثًا عن مرضها المفاجئ، الذي اعترف أخي في نهايةِ اليوم، بعد أن استئصلتُ الأوراق الثلاثة خوفًا على ما حولها، أنّه أحرقها. وضعتُها في اصيص مائي لعلّها تقاوم حروقها وتمدّ جذورها لتستمر حياةُ عودها الذي لم يقسُ بعد. لكنّها.. ماتت. ولا أنسى القلق الذي جعلني أهرع نحو شبكات المعلومات عندما انحنت سيقان الرّيحان إلى الأسفل من منتصفها، ويكأنها تعزمُ ركوعًا تامًا. تذكّرت بعد معرفة شرط أن تبقى تربتها رطبةً، أثناء البحث، أنني لم أسقها منذ يومين. 


لمَ قد أستمرُ في كتابةِ ما لا يشبه المذكرات ويشببها؟ ما لا عنوان له ويعنون لينشر؟ سأنام. وداعًا. 
٢:١٢ ص. | ١٨ فبراير ٢٠١٧ م. 


تتفتحُ في الرُّوحِ نوافذ، تمرّ منها نسائم رَوحٍ منتشيّة. تتلألأ في محاجرهَا ظلالُ قواريرَ تتكشفُ مِنْهَا ملامِحُ الحُسنِ الرَوحاني الذي تغنى بهِ شوقي: "صوني جمالكِ عنّا إننا بشرٌ، من التّرابِ وَهَذَا الحُسنُ روحَاني". البيتُ الذي تنكسرُ عِنْدَهُ ابتسامةُ الصَّباح، بسبب مجتمعنا الدراسي المختلط المقيت. المقيت. 

نعودُ .. وفِي الحنايا كمُّ ... 
- كم مرّة سأختمُ هَذِهِ الملاحظة؟ لا أعرف. 
٢:٣٨ ص. | ١٨ فبراير ٢٠١٧ م. 


أروى بنت عبدُالله 
٧:٥٣ ص. | ١٩ فبراير ٢٠١٧ م. 

هناك 3 تعليقات:

  1. سلام أروى.
    أنا آسفة جدًا، شتلة الريحان الأخيرة ..
    ماتت.

    ردحذف
  2. وفقك الله وأسعدك ��

    ردحذف
  3. أروى����
    من 4 شهور ما قرأنا لك ��!

    ردحذف