إلى القارئ الذي رأت عيناهُ هذا السطر: إذا لم تكُن واثقًا ما إذا كان هذا النص يستحق القراءة أم لا، توجّه نحو الفقرة قبل الأخيرة منه، اختصارًا للطريق وحفاظًا على وقتك. شكرًا لأنك هُنا، اليوم بالذات.
وصل اليوم الموعود، لم أكتب تدوينة متكاملة
مُذ دخل هذا الشهر. لا أعرف حقًّا ماذا يَجِبُ أن أفعل بمَلَكةِ الكتابة. فكري مشغول
بقضايا الوطنِ العربي، يتجول بين بغداد ودمشق، أجدهُ تارةً في ريف حلب وتارةً في درعا. كما رأيتهُ مرّةً واقفًا على شاطئ طرطوس يتأمل شيئًا ما، ويُفكّر بغابات الفرلق.
أفكر كثيرًا بالأدب العربي في أعين الأطفال،
ولا يخفى عليَّ السببُ طبعًا، إذ للكتاب الذي أتجول في بساتينهِ دورٌ في صرفِ النظر
إلى ماهية المادة المطروحة للطفل العربي. إنّ إنكاري للقب كاتب في حقّ بعض الكُتّاب
لا يجعلني مخوّلة لاستنقاص المقال الذي شاركوا بهِ لإخراج هذا الكتاب، إذ أخرج قالب
الطفولة المطلوب منهم طرحه، فطرتهم السليمة التي كان يجب أن لا ينحرفوا عنها ليصبحوا
عظماء دائمًا، وليكونوا صادقين مع الكبار كما حاولوا أن يكونوا في خطابهم مع الطفل
الذي اختاروا أن يكتبوا رسالةً له. 10 ابريل
أتساءل كثيرًا: هل أقوى على خوض غمار القضية التي أفكر بجعلها حرب العالم التي أعيشها مع نفسي؟ هل سأستطيع الكفاح لتحقيق ما أريدهُ فيما يتعلق بحقوق الطفل في هذا العالم، بالكتابة؟ لن أعرف ذلك حقًّا إلا إن جرّبت السير في طريق ما من أجل قضية، قضيّة أراهَا تستحق من يحيا ليفُكّ عُقدتها المستميتة على هذا الكوكب. 9 ابريل
---------------------
سريعةٌ الأيام. قاربَ الفصل الدراسي على
الانتهاء. لقد قابلت معلّمين جيّدين جدًا هذه المرّة، أرجو أن أقابل الثلّة المخلصةَ
في عملها دائمًا. لأن المُعلم المتميزَ يَخْلُق جوًّا متميزًا لطلابهِ أيضًا. من المؤسف
حقًّا، توديعُ الأرواح التي تأخذ بأيدينا إلى الأمام دائمًا. مهلًا، عليَّ أن أبقى
في الزاويةِ الصحيحة من هذه الورقة، أنا لا أُودع البشر عادةً، فلمَ أتحدث عن الوداع؟
في خضمِ كلّ الأحداث التي تدورُ عليَّ بشكلِ
متواصل كما تدورُ الأرض في محورهَا بلا توقف، أترقبُ يَوْمَ ميلاد مدونتي الصغيرة هذه.
لستُ أُمًا جيدة ولا أظنني سأكون كذلك يومًا. لم أُجد الاعتناء بها ... 7 ابريل
لم أُدرك وقتها أن هذه الطفلةَ المُختالة
تتطلب عناية خاصّة جدًا. كنت أهذي فيها بمصطلحات فيزيائية وأخرى كيميائية، أتذكر المتعة
التي كنت أحصل عليها وأنا أكتب قصّة الهيموفيليا بمعلومات من الكتاب وأربطها بعُقدة
تدعى نزف الأصدقاء. يبدو هربًا ذكيًا من واقع الحياة الذي حتّم علي الغوص في تفاصيله
مع مقرر مادة الأحياء ذلك العام. 10 ابريل
---------------
التدوين، كلمةٌ كنتُ أعرفها فعلًا أجهلها اسمًا، عرفتُها فلازمتني حتّى اللحظة.
لا أريد الكتابة عن الكتابة، الآن على الأقل. المشروع الذي عزمت على إنهاءه خلال الثلاث
الأشهر الماضية، لم يتم. بل وانقسم إلى مشروعين منفصلين عن بعضهما تمامًا، على الرغم
من أنني وضعت خطة مبسطة له، لعلّ بساطتها ألغته، من يدري؟ لا بأس لا أحب الخطط الدقيقة
جدًا فيما يتعلق بالكتابة، من الأفضل أن أكتب مسودة أولى عوضًا عن طرح خطط ستُركن إلى
أوراق أخرى وتدخل في سبات آخر. 2 ابريل
-------------
الشتات الذي حاولت تفادي ظهوره في هذه التدوينة بالذات، بانَ كثيرًا. كان يجبً ألا أفكر بالأمر، لكنني فعلت. كان يجبُ أن أكتب شيئًا يستحق أن يُقرأ على الأقل، أو شيئًا يطبطبُ على كتفِ المدونة التي أخرجها طيشي وعبثت بها أطرافُ أصابعي. من الخطأ أن أستصغر ما كتبتُ هُنا، من الخطأ أن أقول ذلك حتّى، لكنني أفعل الآن. كنتُ أقول لنفسي قبل قليل: سأُسجّل هذه الملاحظة في مكانٍ لا أنساهُ أبدً، حتّى أتمكن من قولها يومَ أُصبح كاتبةً حقًا: أنا كاتبة لكنني أؤمن بالأفعال أكثر من الكلمات.
أحتاجُ وسيلةً كرتونيّة سوداء، وأربع مساطر مغناطيسيّة طويلة. أحتاج مقالًا لا يقل عن صفحتين ولا يتجاوزهما، باللغةِ الإنجليزية. لا أعرفُ عم أريده، القراءة؟ حقوق الأطفال؟ تاريخ العراق؟ الجزائر؟ الاقتصاد العُماني؟ ماذا؟ ما المشروع الذي سأقدمه للأستاذ التونسي بعد غد؟ وما الذي سأقوله في عرضه؟
هذا ما يجبُ أن أفكر بهِ الآن لا المدونة. لكنني قطعًا لن أفصل عالم الكتابة الذي أعيشهُ مع نفسي فقط عن العالم الحقيقي الذي يشاركُنيهِ كُثُر. بالمناسبة، إنّهُ تمام عامها الثاني. وداعًا.
أ ر و ى بنت عبدُالله.
3 رجب 1437 هـ.
10 ابريل 2016 م.
الأحد.
تبدو لي تدوينةً سيئة، يجبُ أن أكتب أخرى. صحيح؟
��
ردحذف