حسنًا، إنه أكثر موضوعٍ أهربُ من الحديث عنهُ. إن الكلمةَ بحدّ ذاتهَا فيهَا صدقٌ وكذبُ البشر المتعلق بالصداقة الآن يجعلنا ننفر من كل حديث. ولعلّ ذلك بسبب عدم فهمِ مقتضى هذه العلاقة الحقيقي.
يُثقلنا عدم فهم البشر للعلاقة التي كانت بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، أن يأتيك أحدهم ويقول لو أن لي صاحبًا أكون وإياه كالرسول والصديق وهو لا يرى من حقيقة صحبتهما سوى أنهما معًا معًا حيث ذهبا. وذلك لو فكرنا به محال فلكلّ منهما أهل ومشاغل أخرى، لم يكن في زمانهم برامج للتواصل تجعلهما متصلين ببعضهما طوال ال٢٤ ساعة! وما كان اللقاء سوى جهاد في سبيل الله وسعيًا إلى الجنة بمتاع الدنيا القليل.
تصحيحُ مفهوم الصحبةِ في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج لجهد جبّار. فالعلاقات الآن في تدهور ظاهر. إذ أنَّ الصداقةَ أصبحت تعني الحديث المتواصل ذاك الحديث الذي لا ينفع ولا يرفع، لغو لا ترجى منه فائدةٌ أبدًا، لا هو ذكر وتذاكر وتدبر آيات القرآن ولا تدارس علوم أخرى، ولو كانت الصداقات قائمة في الله ولله لما سمعنا من أحاديث الفراق الدنيوي شيئًا. فالأصحابُ إن لم يكونوا جنّة في الدنيا ويسعون معًا لجنّةِ الآخرة فمَ هم؟ وليس في الحديث عن الدنيا بأسٌ أبدًا، على ألا يكون شغلهم الشاغل، ولا يشغلهم عن الهدف الأسمى وهو العمل للجنَّةِ ولظلالِ المتحابين في الله.
#أروىٰ_عبدُالله
١٦ شوال ١٤٣٦ هـ
٢ أغسطس ٢٠١٥ م
الأحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق