عندما سُئلتُ مرّةً عن جمالِ يومي،
قلتُ بأنني سأكتبُ تدوينةً عميقةً عنهُ.
تلقيتُ أسئلةً ثلاث منذ ذلك اليوم، استبطأت نشر التدوينةِ المزعومةِ تلك. فأردتُ أن أقولَ/
- اممم، ذاكرتك لا تخون ..
حسنًا، سأخبركُم عنهَا لأن موعد نشرهَا أصبح مجهولا. بعد عودتنا من المملكة الهاشمية درستُ الصفينِ الثامن والتاسع في مدرسةٍ ما. تخرجتُ منهَا وغادرتُ لمدرستي الثانوية.
كانت المدرسةُ التي أتممتُ فيها مرحلة الإعدادية تحملُ ذكريات حروبٍ كثيرة، خضتهَا دفاعًا عن المبادئ التي رباني عليهَا والداي. والتي عشتها واقعًا في الغربة وما رأيتها حتّى خيالا في الوطن، آنذاك.
قبل شهرٍ من اليوم، سجلتُ كمتطوعةٍ في ملتقًى صيفي تابع لدائرة الإرشاد النسوي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية. شاء الله أن يكون هذا الملتقى في المدرسة التي تلقيتُ فيها صدمات الوطن. إذ أن البيئة اختلفت عليّ كثيرًا فأصبحتُ أدافعُ عن كل من يُظلم حتّى انقلبت الأوضاع علي، فأصبحتُ منبوذة بسبب تصدّي الدائم لأجل الحق. شيئًا فشيئا، لم أكتفيْ بالدفاع فقط، فسعيتُ لدحض الباطل المزري ذكره؛ في المدارس.
حوربتُ كثيرًا من قِبل زميلاتي في الصف لأنهن كُنّ جزءًا مما وجب تغييرهُ. وبدأ وقتها نشرُ الشائعات :) عن الفتاة التي لا تعرف الدنيا ولا الحياة وتسعى لنشر الفتنة بسبب إخبار المعلمات عن تصرفات الفتيات -المخالفة للدين- ليتم تعلميهنّ ووضعُ حدودٍ لهنَّ من إدارة المدرسة. لاحقتني الشائعات لأننا كنّا ننتقل معًا مرحلةً تلو الأخرى، تمّ نقلي من الصفوف اللاتي كن بها لكنه شر اللسان -وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم-. رغم كل ذاك لا زال ذكرُ المدرسة بالنسبة لي، يستجلبُ شعور الانتماء لكلِّ الجمادات التي شاركتني رحلتي التي كنتُ فيها لا أجالس البشر، أبدًا. نادرون من شاركتهم تلك التفاصيل، الله معهم أينما كانوا الآن.
رغمَ ذلك، كَانَ أبي مع كُلِّ موقف يشرح لي التصرف القانوني. وكانت أمي مع كلها تعلمني شيئًا أعمق مما أعرفه عن المسائل التي تمس الدين. وكانت معلمتي في ذات المدرسةِ تقول لي دائمًا المؤمن القوي أحب إلى الله يا أروى المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف يا أروى.
إنّ ما أردتُ ذكرهُ هُنا، هو أن عودتي للمدرسة أعادت لي كل الحكايا حتّى أنني مكثتُ لأكتبها طويلًا طويلًا جدًا. وسيكون نشرها في المدونةِ عبئًا عليّ لأنني سأكشفُ به تاريخًا طويلًا وأمورًا ستكشف حياتي منذ ولدتُ وحتّى اللحظة. لذا آثرتُ بقاءها في طي الكتمان كمذكرات. قد أنشرها يومًا. وربما يبحثُ العالم عنها، ليكشف عن فتاةٍ سُميت أروى وهي كذا وكذا في التاريخ. بإذن الله.
#أروىٰ_بنت_عبدُالله
٢٩ شوال ١٤٣٦ هـ
١٥ أغسطس ٢٠١٥م
السبت.