الثلاثاء، 29 يوليو 2014

بين غفوة وإستفاقة!




عندما ترانا نسطر الفرح والسعادة وتظن بأن حالنا گ حروفنا بل وربما أحسن بكثير أو أننا سعداء جداً كما يظهر لك ! 
فاعلم بأنك لست متذوقاً للكلم لأن المتذوق والمحلل الحقيقي يرى جلّ المعاني المخبأة بين السطور وفي الفراغ المجهول حول كل حرف !
واعلم بأنك عابر السبيل الذي يركب قطاراً سريعاً مر على محطة أو مسرح سكّة ولوح بيديه لكل ما رأى فيها وتابع طريقه !

نحن لم نكبر كما يجب رُبما، لكن تلك الأمور المدسوسة فينّا ما هي إلى صغائر كبرت في أعماقنا على حين غفلة !
عندما يستوطننا ألم أو جزع لثواني معدودة فقط! ترانا صامتين ونفكر برويّة وعمق، لا نثرثر كثيراً كما المعتاد ونتصدر قائمة المنصت اللبق !
أمّا في استيطان الهم والسّوْ في خلايا عقولنا المنهكة من كم الأمور التي تحملها على عاتقها متحملة كل ضغط! سـ تجدنا أكثر من يثرثر ويتحدث وإن لم يترك له مجال للحديث يسمع بلا مبالاة ويشغل نفسه بما في يديه ! 

تلك الأشياء التي تكبر فينا تجعلنا صامتين جداً في مجتمع أقل ما قد يقال عنه ثرثار! أو أنها تحولنا إلى أشخاص ثرثارين جداً في مجتمع أصم! بعيدٍ عنّا تمام البُعد .. 

لم نكن لـ نكون هكذا مهما كبرنا أو أياً كان العُمر الذي عشنا فيه بين طفولة ورجاحة عقل! 
إن ما يؤثر في حياتنا هو أن تكبر الأشياء فينا لأنها تنغرسُ عميقاً في أرواحنا، قد نسقيها كما نسقي روح الخير والعطاء ونحن لا ندري! 

الفرق في الأمرين أننا نكبر لأن سنّة الحياة تنص على ذلك! ولكن أن تكبر هي فتلك إرادتنا وبنياننا لأنفسنا والتقلبات التي تُمرغ فيها أحداث حياتنا بين غفوة وإستفاقة مزعومة! 
 

ارسُم لـ نفسكَ طريقَ الحَياة الصَحيح! 

#أروىٰ_عبدُالله 
غرة شوال ١٤٣٥ هـ
٢٩ يوليو ٢٠١٤ م
الثلاثاء.

الأربعاء، 23 يوليو 2014

و سُحِق الياسمين !



آخر خمس ياسمينات منحتني إياها مدرستي
كانت تدرس معي كل يوم
تنام في طاولتي و بين أوراقي
منذ أيام قلائل وجدتها أسفل الطاولة
بعضها كان مسحوقا و كأنه بودرة حليب
تعجبت .. ليس ممن سحقه
بل كيف للياسمين أن يسحق
هل الياسمين بـ ذلك الضعف
لمَ لم يتحمل تقلباتي و بعثرة أوراقي؟
هل أيس مني أم من فوضاي؟
هل كانت دروسي ثقيلة عليه؟
أم أنني أثقلت عليه بتحديقيّ المتواصل فيه؟*


أياً كان!
لمَ تناثر الياسمين؟ ممَّ كان يخشى!
حتى يلقي بنفسه تحت كومة أوراق!
أو يقحم نفسه في شجار بين الأقلام!
ويرضى لنفسه بالهوان تحت زحمة الأفكار!
كان نديّاً طاهراً نقيّاً ومحتفظاً بعبقه حتى آخر أنفاسه


أتعلمون كيف يتلاشى الياسمين؟
بعد شبابه وحيويته ونشاطه ورائحته المركزة!
حين يسقط من العود المستقيم الذي نشأ فيه
أو يقطفه عابر سبيل أحبه وأعاد فيه الروح

بـ الأولى: تخسر الياسمينة كل شيء!
تسقط لأنها لم تصبر ولم تقنع بمكانها
أرادت أن تنزل إلى العالم السفليّ لتكتشفه
لكنها بمجرد وصولها ضُربت وأُذلت
تناثرت فوقها الرمال فدثرت نقائها
وركبها النمل فمُزقت طهارتها
ورُفست حتى فقدت نداها
واختفى عبقها

وبـ الثانية: عاشت بـ عبقها المعهود!
استنشِقَ هواها فأعادته بـ سَكينة
وبـ طهرها أسرت وواست قلباً
وبـ عنفوانها شمخت بخجل
حتى رقّت بتلاتها النديّة
وأجدبت روحها المُبعدة
لتبقى مُقعدة بفخر في
سرداب ذكريات
 أحدهم!


شتان ما بين حياة ..."
الأولى الذليلة الساكنة بـ هوان بعد تهورها في مكان ما بلا قيمة ولا عنوان! بلا اسم ولا هوية خلف قضبان الأسى!
والثانية التي بقيت صامدة شامخة متقبضة بمنبتها القويم على طرف غصن مال لـ يهب الذكرى لعابرٍ أتعبته الحياة وقست عليه!
لـ تمسح على روحه بعطر طاهر يبثُ فيه شوقاً للجنان ولظل ياسمينة ندية المنبت طيبة العروق ..


سَـ تلملمُ الجنَّةةُ شَتاتنا !


#أروى_عبدُالله
25 رمضان 1435 هـ
23 يوليو 2014 م
الأربعاء.


المقطع الأول من التدوينة كُتب قبل شهر تقريباً*


الاثنين، 21 يوليو 2014

القمر الخشبيّ ..

 

 
 
في يوم من الأيام! وكسابق الأيام التي أُحادث فيها أخي الصغير المرداس كان يحكي لي حكاية وحين أرى أن حبل أفكاره انقطع أرمي له بسؤال ليتابع قصته!
لعلني أتعجب مراراً من فكره البعيد عن الواقع لكن لا عجب لأنه يعيش معي في مكان ما من هذا العالم، نلتقي في منتصف الليل لنفتح حواراً بعيد المدى ..
 
سألته ذات ليلة عن اسمه فقال لا اسم لي "ولا شيء!
سألته ثانيةً عن اسمي أنا فقال لا شيء!
كررت سؤالي بأكثر من صيغة فيجيب لا شيء!
ثم سألته أين تذهب الأسماء؟
فقال اسمي معي! قلت واسمي أنا؟
قال ذهب لمكان بعيييد! أين ذهب؟
دخل في الباب! كيف دخل؟
من الفتحة! هل ترحل الأسماء؟
قال: لا هي بس تروح !
سألته: إلى أين؟
قال إلى اللامكان! "ما مكان ..
 
أتعلمون؟
بتُ أسأل نفسي! 
هل ترحل الأسماء حتماً؟
ما الذي يدفعها لتهرب من فتحة الباب؟
هل تذهب إلى أشخاص آخرين؟
المرداس يقول لا! لأنها أسمائنا نحن
تطير في السماء لـ تصبح سعيدة ..
 
وعندما خرجنا نتأمل السماء في إحدى الليالي القمرية. صمت وعيناه تُحدق في الأعلى! فسألته ماذا ترى؟ قال القمر والنجوم والسماء ..
جلست لأشرب الماء وأتأمل معه. ثم قال فجأة! أروى أنتِ قمر خشبيّ !! ماذا؟ منذ متى؟ هل أنا جامدة للدرجة التي تجعلك تراني قمراً خشبياً ! يا الهي ..
لم يفسر كوني القمر الخشبيّ في مخيلته رغم الحاحي عليه بالأسئلة!
أصبح كلما يتذكر يأتي إليّ ضاحكاً أروى أنتِ القمر الخشبيّ هههههه ويضحك بفرح ومرح وسعادة ونشوة انتصار وأنا أنتظر منه تفسيرا لذلك :"
 
 
في نفس الليلة أو التي بعدها رُبما لا أذكر جيداً!
أصرّ بأن يحكي لي حكاية قبل أن ينام ودخل معي المكتبة بدأ يبحث عن كتاب واشتراطاته لا تنتهي أبداً، حتى رسى على بر كتاب يتحدث عن معدات البناء!
 
قال بأنه يريد نقل منزلنا إلى الحديقةة!
سألته: هل يمكن أن ننقل منزلنا لمكان آخر؟
قال: لا! قلت: لمَ؟ قال: عضلاتي خفيفة لا أستطيع!
قلت: إذًا كيف ستنقله؟ قال: أبني بيت فيه حديقة!
 
رُبما هي رسائل للذات التي تقاوم داخلي!
يبثها لي طفل صغير بحماسة أحلامه وطموحه ..
يجعلني بذلك أدرك عميقاً بأن أولئك الذين يسيطر عليهم اليأس لضعفهم أو ضعف موقفهم! سيجعل أحلامهم تتلاشى وتصبح بلا قيمة ..
 
أنا بالفعل يمكنني أن أبني بيتاً بحديقة!
عوضاً عن التفكير في نقل البيت إلى الحديقة!
 
أتعلمون!
ليس هُناك ما هو أقسى من الظلام لذا علينا أن نخرج الآخرين من ظلمتهم بروح التفاؤل التي تسكننا، علينا أن نضيء لهم الطريق كي لا يتعثروا، هذا واجبنا..
 
أن نساعد الآخرين ليبصروا طريقهم
 
#أروى_عبدُالله
23 رمضان 1435 هـ
21 يوليو 2014 م
الاثنين.