إنّها الثانية صباحًا، بطاريةُ هاتفي حمراء بنسبة سبعةَ عشر من مائة. يبدو أن عزَّام ينامُ ليستيقظَ الآن. ويكأنّهُ يتعمد جعلي أكتب قصتهُ بعجالةٍ ملحوظة. على الرغم من أنني أردّهُ خمسَ ليالي كُلِّ مرَّة، إلّا أنّهُ يبقى واقفًا عند الباب. يراقبني دون أن يشعر، يقفُ كصنم. حتّى تحرّكهُ الكلمات التي أكتبهَا كُلّ مرَّة. ومع كُلِّ حذفٍ وإضافةٍ، ينتفض، يشعرني أنّه على وشك الاحتضار. أقومُ سريعًا وأهزهُ حتّى يستعيد توازنه. أعود إلى الحياةِ، وأحسب كُلِّ مرَّة أنّه يلاحقني كظل، لكنهُ لا يفعل. وقت كُلِّ زيارة، أجدهُ نائمًا. أكتبهُ وأرحل، يلحق بي حتّى في مناماتهِ.
يجدرُ بي القول: مرحبًا، اسمي أروى ..
حتّى أستعيد كينونتي وحياتي، أقول ذلك كُلِّ مرَّة لأعرفني. لأتذكر أنني وأينما ذهبت أبقى أروى، يجبُ أن أذكر اسمي كُلّ مرَّة حتّى لا أنسى من أكون في خضم المغامرة، ولا أغوص فأغرق دون وعي. سأُقابل عزَّام الآن .. وسأسمح لنفسي ولكم بفتح رسالتهِ المخبوءة. فليقرأ من فاتته البداية، وليترقب من قرأ.
- القصة في حسابي في تويتر
arwalabri
أروَى بنت عبدُالله
١٠ ربيع الآخر ١٤٣٧ هـ
٢٠ يناير ٢٠١٦ م
٢:١٨ ص الأربعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق