الأربعاء، 20 يناير 2016

مرحبًا ..




إنّها الثانية صباحًا، بطاريةُ هاتفي حمراء بنسبة سبعةَ عشر من مائة. يبدو أن عزَّام ينامُ ليستيقظَ الآن. ويكأنّهُ يتعمد جعلي أكتب قصتهُ بعجالةٍ ملحوظة. على الرغم من أنني أردّهُ خمسَ ليالي كُلِّ مرَّة، إلّا أنّهُ يبقى واقفًا عند الباب. يراقبني دون أن يشعر، يقفُ كصنم. حتّى تحرّكهُ الكلمات التي أكتبهَا كُلّ مرَّة. ومع كُلِّ حذفٍ وإضافةٍ، ينتفض، يشعرني أنّه على وشك الاحتضار. أقومُ سريعًا وأهزهُ حتّى يستعيد توازنه. أعود إلى الحياةِ، وأحسب كُلِّ مرَّة أنّه يلاحقني كظل، لكنهُ لا يفعل. وقت كُلِّ زيارة، أجدهُ نائمًا. أكتبهُ وأرحل، يلحق بي حتّى في مناماتهِ. 

يجدرُ بي القول: مرحبًا، اسمي أروى .. 
حتّى أستعيد كينونتي وحياتي، أقول ذلك كُلِّ مرَّة لأعرفني. لأتذكر أنني وأينما ذهبت أبقى أروى، يجبُ أن أذكر اسمي كُلّ مرَّة حتّى لا أنسى من أكون في خضم المغامرة، ولا أغوص فأغرق دون وعي. سأُقابل عزَّام الآن .. وسأسمح لنفسي ولكم بفتح رسالتهِ المخبوءة. فليقرأ من فاتته البداية، وليترقب من قرأ. 

- القصة في حسابي في تويتر 
arwalabri 

أروَى بنت عبدُالله
١٠ ربيع الآخر ١٤٣٧ هـ
٢٠ يناير ٢٠١٦ م
٢:١٨ ص الأربعاء. 

السبت، 9 يناير 2016

رسالة سريّة | عن الأصدقاء ..




الصديقة رقم واحد. 
أوه ! مهلًا ..
أتعرفون ماذا يعني الرقم واحد؟ 
يعني أنّها لم تعد الصديقة الصدوقة. 
لأن بعد الرقم الأول، رقمٌ ثانٍ .. وهكذا. 
الصديقة رقم اثنين. 
مرحبًا .. 
تبدين سيئةً من بعيد هل تعلمين؟ 
سيئة جدًا لأنك لم تغادري بهدوء حين قررتِ فعلَ ذلك، سيئة جدًا لأنّك عزمتِ مع رحيلك على محو كل أثرٍ طيب كنتِ قد تركتهِ مسبقًا. 
الصديقة رقم ثلاثة. 
أظنّكِ نائمةً الآن. أعرفُ أنّكِ تنامين مبكرًا. وتظنينني كذلك أيضًا. تكتفينَ بصبِّ مواجعك كل مرَّة، تتركينها معي وترحلين عنها. لكنّك لا قطعًا لا تعلمين معنى أن أكون ساعي بريد بينك وبين الله، لأنك لم تقفي مرَّة لتستمعي إلي قبل أن تتحدثي. كنت أودّ قولها لكِ بلطفٍ ومحبّة لكنني الآن أقولها بشفقةٍ لا أستطيعُ إخفاءها. : لا تثرثري للبشر كثيرًا. لن يغيّر البشر حياتك. حدّثي الله. 
الصديقة رقم أربعة. 
كنتِ لطيفةً وأنتِ بعيدة. لذلك كنتُ كذلك. لكن، في اللحظةِ التي قررتِ فيها إلقاء نفسك في حياتي لتسيطري علي وعلى علاقاتي مع الآخرين. أوقفتُك. وكنتِ غبيةً لأنك لا تفهمين معنى الحياة الاجتماعية. أنتِ سيئة لأنّك حتّى اللحظة تظنين بأن هناك صديقة خُلقت لكِ وحدكِ. كُلِّ البشر لله، أوقفي أوهامك وعودي لله أنتِ أيضًا. 
الصديقة رقم خمسة. 
بما أنك استسلمتِ للمغادرة وغادرتِ. لمَ تعاودينَ بعثَ رسائلك العقيمة إلي. حسنًا. أنا لن أجيبك لأنني أظنك بلهاء. تعلمين بأن الغياب كان خيارك الصعب لكنك عاندتهِ، ونسيتِ بأن العودة أصعب. سأعاملك كأي شخص عرفته في مرحلة ما من الحياة. في قائمة المعارف العامة. 
الصديقة رقم ستّة. 
تبدينَ قويّةً. جدًا. لكنني أؤمن تمامًا بأن القلب بين جنبيك مُهشّم ومتعب جدًا. رؤيتك تُكسرين بمطرقةِ الأصدقاء التي ضربت رأسك وهي تظن بأنّك مسمار يجب أن يعلق في حياة أحدهم، تجعلني أظن بأن عليَ أن أُصبح أقوى أمامك. القوية التي ستطبطب على كتفك وتغسل وجهك بماءٍ متجمّد مع برد الشتاء. لتستيقظي وتكوني أقوى. 
...
الصديقة رقم ... أنا. 
كلنا نضعف، كلنا نستطيع أن نكون أقوى. 
كلنا نستكين، كلنا نستطيع أن نُحدث فوضى. 
كلنا سعداء، كلنا سعداء جدًا إن ابتسمنا صباح كل يوم. للشمس، للريحانة، للنخلة، للأقلام والدفاتر، للأصدقاء القُدامى والعابرين. 
أرأيتِ؟ نحنُ سعداء جدًا. نحن نعيش بانتشاءٍ قلبي واضح، لأننا بخير، لأننا نعيش، لأننا  نركض نضحك نتحدث. لأننا نمشي نتسابق نأكل. نحن سعداء جدًا. لأننا نقرأ نتعلّم ندرس. نحنُ سعداء جدًا. لأننا نكتب و و و [وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا]. 

يا أصدقاء ..
ابتسموا للسّماء وامضوا لله💙. 

#أروىٰ_بنت_عبدُالله 
١١ ربيع الأول ١٤٣٧ هـ
٢٣ ديسمبر ٢٠١٥ م 
٢:٢٢ ص الأربعاء.