الثلاثاء، 28 أبريل 2015

أين يكونُ الأصدقاء ..





عَنِ الأصدقاءِ ..
عن الهذيانِ الطويلِ والحديثِ العذبِ ..
عن الأشواقِ التي تحومُ حولنَا ..


جمعتنَا أقدارُ الله فِيْ الحرمِ الجامعيّ معلنةً بدايةَ حياةٍ أخرى، حياةٍ جديدةٍ مختلفةٍ بكلِّ تفاصيلهَا مقارنةً بالحياةِ التي عشناهَا سنينًا. حياةٌ لا تريكَ من الدنيَا سواهَا. 

إنَّ التآلفَ فِيْ جوّ الدراسةِ الأولى كَانَ يعتمدُ على جدرانٍ أربعة تلُمّ شملَ من تشاءُ وتبعدُ من تشاءَ، لَمْ تكُن أكثرَ من ذلكَ يومًا، ولربما أتتْ يومًا على شاكلة وقتِ فسحى قصيرٍ والسلامُ على كُل شيء. 

كأن تكونَ في عالمٍ يبعدُ عشرَ أمتارٍ عَنْ عالمٍ يحتوي رفيقَ دربكِ بين أربعةٍ أُخَر .. لَمْ تكُن منصفةً للحدِ الذي يجمعُكَ بصديقٍ وفيٌّ طوالَ الوقتِ! حتّى تُقدمَ على خيانتهِ بجلوسكَ في مكانٍ بعيدٍ عنهُ في قاعةٍ أخرىٰ. كَمَا أنهُ ثَمَّ صديقٌ آخرُ لا تجمعكِ بهُ سوى قاعةٍ أو قاعتانِ دراسيتان! 

نؤمنُ فيْ قرارةِ أنفسنَا أن رباطَ الأخوةِ لا يحكمهُ مكانٌ أبدًا ولا طولُ كلام. ولولا ذلك الإيمان لمَا وجدتْ قيمةُ التواصلِ ولفشلت محاولاتُ مصممي برامجِ التواصلِ في أول محاولةٍ لاظهارهَا. لكن! في واقعِ الحياةِ، أين يكونُ الأصدقاءُ؟

إن مَا يجمعُ أي شيء في هذهِ الحياة قَدَرٌ ومكانْ، سنبقى إذ شاء القدرُ مجتمعين مكانًا وسنمضيْ إلى مكانٍ آخر لنجتمعَ بآخرين. هكذَا الحياةُ، تمضي بنَا. يبقى فينَا القَدْرُ الذي زرعناهُ بيننَا، فيْ أرواحنَا. بعيدًا عنْ التواصلِ اليوميْ والمكوثِ طويلًا معًا.

إنْ القفصَ الذي نسجنُ فيهِ أنفسنَا حينَ ننتقلُ إلى مجتمعٍ مختلفٍ يسجنُ نشاطنَا ويجعلنَا فيْ منفًى عنِ العالمِ. كُن على صلةٍ بمن حولكَ واعلم بأن الحذرَ المُفرط يصنعُ منكَ شخصًا مطويًا. وتذكر بأنكَ جُعلتَ كغيركَ في شعوبٍ وقبائلَ، "لنتعارفَ.

تتسائلُ في أعماقكَ، أينَ الأصدقاءُ؟ 
- حسنًا سأخبرك ببساطةٍ. إنَّ مَا أقولهُ هنَا، لا تربط نفسكَ بأصدقاءٍ في الروحِ فقط واصنعَ لكَ صديقًا فيْ كُلِّ طريقٍ واجعلهُ لكَ رفيقًا فيْ كُل خطوةٍ وكُن لهُ رفيقًا صالحًا يدفعهُ للعملِ بإيجابيةٍ وتفاؤل. فالحياة ماضيةٌ وكلنَا ماضون، لذا لنجعلهَا تمضي بنَا بسعادة وفرح، لنصنع منهَا شيئًا يستحقُّ أن يذكرَ.

لنَا أصدقاء في كل مكان وزمان ليس خوفًا من الوحدة فللوحدةِ لذتهَا، بل لأن السيرَ معَ الأصدقاءِ يملأُ فراغَ أرواحنَا ويروي عطشهَا منَ الحياةِ. أخيرًا، إن الأصدقاء ليسوا زينةَ الحياةِ الدنيا فقط! الاأصدقاءُ الصالحون طريقٌ يوصلكَ إلى الجنَّةِ.

لأن لأيامنَا الجامعيةِ الاُولى طعمٌ مختلف، الأصدقاءُ فيهَا كنزٌ معنويّ لمن أراد لنفسهِ سندًا يجدهُ حاضرًا فيْ كلّ وقت. إلى الجنَّةِ يَا رفاقُ بطلبنَا للعلم وصبرنَا. {وَالَّذِينَ جّاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]. 

يَا صاحِ دنيانَا طريقٌ
والعيشُ عيشُ الآخرة*.

#أروى_العَبرية
9 رجب 1436 هـ
28 إبريل 2015م
الثلاثاء.

الأربعاء، 8 أبريل 2015

مذكراتٌ جامعيّة - تقديم


.
.
.
لأنهَا البدايةُ 
ستكونُ فوضَىٰ رُبما .. 
.
.
فوضىٰ مشاعرٍ وحكاية حُبّ .. 
أتعلمونَ لمَ؟ لأنهَا عن الجامعةِ والحياةِ الجامعيّةِ. 
ستكونُ سلسلتيّ هذهِ أشبهَ بدفترِ ذكرياتٍ غنيٍّ بالبوحِ الذي لطالمَا جعلتهُ بينيّ ورفيقاتِ الجامعةِ ..
.
سأبدأ لأنني بتُ أرى الإيجابيّة في كُلِّ شيءٍ ولأنَ نظرةَ التفاؤلِ التي ترافقُني مشعةٌ بالأملِ ..
.
سأبدأ، 
لأنَّ الرفقةَ الأولىٰ كانتْ مكسبًا وفيًا ..
لأنَّ أصدقاءَ الجامعةِ كنزٌ مِنْ كنوزِ هذهِ الحياةِ.
شكرًا للهِ .. 
.
.
لأنّ حروفيّ يتيمةُ بعدَ التخرجِ الأَوْلِ لابدُ لهَا من نبضٍ يحركِ دماءَ الحُلم فيهَا، ليستْ عاجزةً أبدًا ولمْ تعجز، لكنها لوهلةٍ قُيدتْ وهَا هيّ طليقةٌ بقدر، الآن ..
.
.
البدايّةُ عودةٌ ساميّةٌ للمدونةِ الغاليّة، كدتُ أغلقهَا من طولِ الهجرِ الذي لحقهَا. لكن الكتابةَ وريدٌ وشريانٌ لابد منهُ في الحياةِ. ولأنهَا هبةٌ تستحقُ الشكرَ والحمدَ الكثير، وتطبيقُ ذلكَ بعدَ القولِ شكرٌ فعليٌّ يتمثلُ في الكتابةِ نفسهَا.  
.
.
هُنا حكايَا نقليات، سكنات ومواجهةٌ للمجتمعِ. 
بسم الله ..
.

ماضٍ وأعرفُ مَا دربي ومَا هدفي*.
.
#أروى_العَبرية 
١٧ جمادى الآخرة ١٤٣٦ هـ. 
٧ ابريل ٢٠١٥ م. 
الثلاثاء.