الجمعة، 28 نوفمبر 2014

من الحياة.




عليكَ أن تستيقظ من غفوتك،
لتدركَ بأنه لا يحقُ لك أن تسيء إلى إنسان مهما أخطأ.. لست مسؤولًا عن محاسبة أحد!

كانت الصفعات تتوالى، ونحن في صمتٍ نتجاهل ونسامح! لكن في لحظة ما، وجدنا بأننا ضحايا في مسرحية ملفقة، صنعتها نفوسٌ مريضة هدفها الوحيد كان الكشف عن حياتنا والإطلاع عليها بخدعة!
كان الحوار خلافًا متعمدًا والإتفاق المفرط متعمدٌ أيضًا. ليس لشيء غير إيجاد تنافر يعلل الكُره العميق أو محاولة جذب الطرف الآخر بتقليده ليلتصق به رغمًا عنه!

لا يحبذون التوسط والعيش بسَلام، إما أن تكون معهم أو تعلن أنك عليهم! كذلك هم في جانب آخر من حياتهم يظهرون المودة لطرف والبغضاء لطرف آخر، متناسين الخير في جعلنا أمة وسطا في هذه الحياة! 

تغريهم مظاهر البشر يعللون التشابه ويدخلونه في كل شيء، لا يقيمون علاقات عامة إلا والحُب شرط من شروطها وإن لم يكن كذلك فهي لمصلحتهم الشخصية!
لا يدركون أهمية التعارف العام بدون دافع ويظنون بأنه عبثٌ وهراء، لكنهم لا يرونه في أنفسهم لأن النفاق أسلوب حياة متأصل فيهم!

يسيرون في طريق مشبوه ويؤمنون بأن على كُل البشر أن يتبعوهم لأنهم على صواب في كُل شيء متناسيين بأن هناك شرعة تقود الإنسان إلى الصواب وأنهم لا يملكون تلك البذرة لأنهم منشغلون عنها بقواعد وضعتها نفوسهم!

بئس الفكر الذي يجعل منهم أضحوكة لا تحيد عن درب الضلال مهما طرأ لهم، يغنون البكاء في عزاء اندثار الخُلق القويم ويقيمون محافل عظمى للترحيب بالضياع الذي أحدثوه في ملامح الجدار الخلفي لجبل وقف صامدًا رغم تلطيخهم له!

يغتنمون الفرص لاستغلالك من قمّة رأسك إلى أخمص قدميك! وحين الإكتفاء يصنعون مسرحية أخرى ليخرجوك من نطاق عملهم ليتابعوا تمثيل الزمن العريق!! يخرجونك من بينهم مذنبًا، لتواري نفسك بنفسك! وإن حاولت الظهور فأنت لا محال في هامش لا أهمية له حتى احتياج آخر!

لا حنين سيدفعهم للسؤال عنك ولا تأنيب ضمير سيشغلهم لأجلك!
يروك فيزيد حقدهم! لأنك في كُل مرّة تكون  قد اعتليت سلمًا آخر من منظومة نجاحاتك.

في مجمل الحديث، لستُ أتحدث عن الأصدقاء، وإنما هي رسالة بشريّة لمن أعرفهم من البشر ولمن سأعرفهم لاحقًا. كُلٌ منّا يريد أن تكون علاقاته مع البشر كما يريد هو متناسيًا بأن للآخرين أيضًا مقاييس يودون أن يجدوها في علاقاتهم.


وآه طويلة أرسلها إلى أرواحهم المتهالكة. 

#أروى_عبدُالله
6 صفر 1436 هـ
28 نوفمبر 2014 م
الجمعة.

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

مشهدٌ من النَافذة ..

 
 
شارع طويلٌ جدًا ..
باهتِ التفاصيل!
يباغتْ روح فتاة !
كانت في طريقها إلى مكان مجهول !
وجدها، فـ لازمهَا !
حتّى تسمَرت گ صنم !
تتأمل تفاصيل الصَحراء !
علّها تسمع الهَمس الذي تخيلت يومًا
أنه موجود بين ذرات التراب المتناثرة !

أصبحت الحياة متعبة بما فيه الكفاية. 
لمَ يعد هُناك طريقٌ سَهل كالسابق. 
استعارت الجامعة شيئًا مني، من الحياة الواحدة التي أعيشها، قررت أن تأخذ خمسَ سَنوات! 
ليس العدد كبيرًا مقارنة بـ18 عامًا عشتها. لكنها سنواتٌ كثيرة مقارنة بالحياة العشريّة التي قضيتها في بيئة تختلف عن البيئة التي سأقضي فيها الخمس الأُخر! ليسَت سهلةً أبدًا، منذ البداية..

هذا .،! 
بعيدًا عن حالتنا النفسيّة المتقلبة بشكل لا يطاق أبدًا. بعيدًا عن الألَم المسجون خلف أقفاصنا الصدريّة الضيقة. بعيدًا عن الدمعَة المتحجرة عند منبع المجرى المائي الحَار المنطلق من رمشة عين والمنتهِ بفيضان المصبِّ الجَاف. وبعيدًا عن الدمعة التي تشق طريقها فجأة دون سابق إنذار، لتخُطَ على صفحة وجنتيك خطًا أحمرًا بماءٍ مغليّ منسكبٍ من إبريق متربع على شرارة نار تحرق جسدًا يُحارب بألم. 

لحظة !! 
إِن محاولةَ الاستمتاع بالأمر يمدُ الإنسان بطاقة كبيرة لمواصلةِ طريقه بخطًى ثابتة وواثقة! 
شيءٌ من الهمّة ينساقُ في أرواحنَا. تشعِل فينا جذوة الطُموح المتفرد في أعماق الذات! 
تُعلن حينها كل الخلايا بأن لا رجوع بعد الآن لا رجُوع، تقدم للأمَام وامضِ في طريقك!
افتح عينَيك وفجّر مكامن نفسِك ! 

عليكَ أن تكمل الدربَ الذي بدأته. 

#أروىٰ_عبدُالله 
١٨ محرّم ١٤٣٦ هـ
١١ نوفمبر ٢٠١٣ م 
الثلاثاء.