السبت، 1 مايو 2021

تحدّي الكتابة (٣٠) خطّ النّهاية..


يُختم اليومَ ملفان، ملفُ تحدّي الكتابة، وملف المرحلة المتقدمة في التلاوة لهذا الفصل. ٣:٥٨م 

أخبرتُ أميرة الحَلقة أَنِّي لا أريد كتابة كلمات وداعية حتّى لا أواجه حقيقةَ أننا أنهينا كلّ متطلبات الحلقة لهذا الفصل وتمّ اليوم بحمد الله الاختبار النهائي. لكنني في الوقتِ نفسه لم أستطع تجاوز الحُبّ الذي بعثه الله في قلوبنا لها، والتّقدير الكبير الذي نتلمّسه فينا لها ولجهودها وبذلها وإخلاصها وصدقها. 

وفي هذا التّحدي، عليّ أن أقدّر الصّبر الذي منحنيه الله، والقوّة على تجاوز كلّ العقبات أمام نشر النصوص. الحمدلله على كلّ فكرة فتح عليّ فكتبتها، وكلّ كلمة ألهمنيها فسطرتها، الحمدلله على رفيقةٍ كميعاد، أرى فيها معاني التواصي بالحقّ والتواصي بالصّبر. وليس هذا من أحاديث طويلة، ولا مراسلات كثيرة، ولا مكالمات متكررة، وإنما هي أرواح تآلفت. 
رغم حماستي ومتابعتي لتحديات الكتابة، لم أتوقع أن أجد صديقةً ولم أفكّر حتى بالبحث.. وعندما رأيت سؤال ميعاد في حالة الواتس اب، تعجّبت! الله، ميعاد فتاة ذات عزم وتتعامل مع الأمر بجدّ وحزم. يا لها من فرصة ثمينة. ١١:٣٠م

٣٠ ابريل ٢٠٢١م. 

استجاب جسدي لفكرةِ الاستسلام، فنام والنّص بين يديه قبل أن يتمّ أو ينشر، والآن بعد أن استوعبت الأمر، لا أريد نشر النّص الأخير، ولا أريد أن أصدّق فكرة أني لن أسابق الزّمن بعد اليوم لكتابة نص ونشره. 

ومن طباع هذه الأيّام، أن تتحفّز فيها رغبة الانعزال، يودّ المرء فيها أن يدّس نفسه في خيمة أو غار، لا يريد مواجهةَ العالم ولا الاختلاط به ولا دخول أيّ من عوالمه. لا يريد أن يتحدّث ولا أن يُحدّث بشيء. وفي الخضوع لهذه الرغبة منحنيان خطيران، ينحرف الأوّل بالإنسان عن سماحته ويورثه الغِلظة، ويستقرّ الثّاني بنفسه فيحصّنه بإيمانٍ قوّي يواجه به ما يعترضه من صروف الحياة. 

وهنا نختم بأن نستودع الله العزيمة التي جعلت همّنا الظَفَر لا الغنيمة، فتمّ بحمد الله #تحدي_الثلاثين 
وظفرنا خلاله بقصاصات جديدة، أغنت مدوناتنا وخاضت بِنَا في لذائذ مختلفة، وخرجنا منها بستّين نصًا نأمل أن يمتدّ لهن أثر في حياتنا وبعد مماتنا. 

ومن هذا ألفت عنايتكم إلى فكرة مهمّة، لا يدركها الباذلون في الفضاءات الالكترونية كثيرًا، إن مما يحفظ عزيمة الإنسان ويثبّته في مختلف الأمور إيمانه. الإيمان الذي يدرك به معنى أن يبذل عنايةً بمحتواه لأن الله أمره، وأن يسعى في الطّريق وإن خَلَت من خلّة تشدّ أزره لأنه الله خلقه للمضي لا للرُّكون. 

والخاسر من لم يظفر بعملٍ يرزقه دعاء قارئ، أو أجر انشراح صدر متابع. من لم يسهم في يقظةَ عابدٍ أو عاملٍ هدّ الضجر همّته، وأرخى صعود التفاهة سعيه. وكثيرًا ما انبهرت بحساباتٍ يبذل فيه أصحابها بصور عديدة، والأهمّ والأبرز أنّها مستمرة رغم أن عدد المستفيدين منها بالنسبة للأرقام التي وصل لها العالم من حولهم قليلة. وقد قال رسولنا الحبيب ﷺ "لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خيرًا لك من حمر النّعم". 

انزِل إلى السّاحةِ بما عندك، وعلى رسلك، تعلّم ما يخدمك لتحقيق رؤية ورسالة واضحة ثابتة، ترفعك درجات عن الله، ثمّ ينتفع بها غيرك فترفعهم درجات. زكاة لوجودكِ الطّويل في الفضاءات المختلفة، انتقل من هامش التأثر إلى متن التأثير.. مدركًا مسؤليتك، وعارفًا بغيتك. 

أروى بنت عبدالله 
١٨ رمضان ١٤٤٢م 
١ مايو ٢٠٢١م 
السّبت ٨:٤٩م