السبت، 20 فبراير 2016

هل تحاولون الكتابة كلما أمطرتِ السّماء؟





هل من العدل ترك طفل بلا أخ؟ أوه لا، بطريقة أُخرى، هل سُنبقي الطفل وحيدًا بينما نستطيع إسعاده بآخر؟ لا. تبًا، ليس هكذا. السؤال هو: هل وجود طفلين في بيت واحد يجعل الأكبر مظلومًا لأنّ طفلًا آخر جاء معه؟ نعم، صحيح، هذا سؤالي. ومناسبتُه: مرَّ شهر، سحابة قالت لي لم أقرأ ما تكتبينهُ خارجَ مدونةِ بلوجر بعد. وتقول: "ما زين هجر البيوت". وجودُ مدونة جديدة لا يعني هجر هذهِ، ولا إهمالها. حسنًا، لا تفعلوا مثلها رجاءً. 

أردتُ التحدّث بأريحية دون الحاجة لمراجعة خُطة كتابة وضعتها لنفسي، لذا أنا هُنا. بلا خطة، كدتُ أكتب: وبلا حكاية جديدة عن عزّام. مجرد ذكري له يجعله هُنا. أيًا كان، هذا ليسَ موضع حديثي. أتيتُ هُنا لأُخبركم عن موقفي تجاه الكتابة وقت هطول المطر.
عادةً لا أكتب في طقوس كهذه لأنّ الجميع يكتب فيها. ولا أتحدث عنها في مواقع التواصل. حتّى أنني أتحاشى رغبتي في التقاط الصور أحيانًا كثيرة. كُل ذلك حتّى لا أكون نسخةً مكررة، مع مجموعة نُسخ أخرى من البشر. وليسَ ذلك في الكتابة فقط، بل وفي القراءة أيضًا. لا أقتني الكُتب الأكثر انتشارًا لأنّها الأكثر انتشارًا، أختار منها ما يناسبني وعادةً أخرج بمجموعة بسيطة جدًا سنويًا. حتّى الكُتب التي قرأتها الفتيات اللاتي أثق بتقييمهن للكُتب، أبتعدُ عن قراءتها حتّى لا نتشابه في نقطةٍ ما. أبحثُ عمّا يمثلني ويمنحني تفرّدي، التفرد الذي لا يعلم عنه سواي ربما. حسنًا، لا تفعلوا مثلي رجاءً. قد أكُون مخطئة في ذلك. 

الفكرة ربما أعمق، إذ أنّها ليست متعلقةً بالقراءة نفسها أو الكتابة. عندما أتأملني من بعيد، في وضعِ غيث الكلمات وتجاهلها، وأمام مرآة الكتب التي أستسخفها، وتضييع لحظات اندفاق الكَلِم في الركض حول رياحين المنزل ومداعبة أوراقها. تشغيل مقطع صوتي والصراخ بدروسي عليه، وكأنني أتحدى علو صوت الهاتف أو الحاسوب وصوتي على بعضيهما. مدُّ يدي نحو السّماء عندما أكون في المقعد الأمامي في السيارة مُحاوِلةً الطيران أو معانقة سحابة، أو محاوَلة الوقوف في وجهِ قطرات المطر لأصعد مكانها في السّماء بينما تنزل هي إلى الأرض. بعد كل المواقف التي يراها الآخرون عابثة، أظن أنني ألعب حقًا، ورغم ذلك لم أقم بكل ما أريد بعد لكنني سأفعل لأصنعَ لنفسي روحًا. حسنًا، لا تكترثوا بما يظنّهُ الناس واصنعوا أنفسكُم كما تحبونَ. 

بالمناسبةِ، وبما أنني ذكرتُ عزّام في الأعلى، لن أستطيع تجاهل رياحين، مدونتي الأخرى. لذا سأخبركم أن عزّام هو خطة تلك المدونة لكنني بالطبع سأُقحم أمور أخرى فيها. ورياحين من الجنة لأحايثي هذه ورسائلي المُعتادة وأحاديث أخرى.
إلى كل من وصل إلى الكلمة الأخيرة هذه: شكرًا لأنك تقرأ. حسنًا، لا تضيّعوا أوقاتكم، ولا تنسوا صناعة أنفسكم. كونوا مختلفين، لنصنعَ حياةً مختلفة. مدّوا أيديكم عاليًا، ارفعوا أنظاركم نحو السًماء، تخيّلوا عناقًا مع السَّماء طويلًا، اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، ثمّ عودوا وارقدوا بسلام، على أرواحِكم السلام. 

أروى بنت عبدُالله
11 جمادى الأولى 1437 هـ
20 فبراير 2016 م
2:05 ص السبت.