في ليلةٍ من الليالي ..
جاء هاجسُ أشواقٍ يزورُ مخيلتي التي نامت بسبب الحقائق الدامغةِ، والحُججِ التاريخيةِ البيّنة؛ الناتجةِ من القراءةِ المختصّة.
جاء ليخبرني بأنهُ لم يغادرني وأن شخوصهُ حيّةٌ وإن أهملتهَا، جاء طالبًا منّي رسمةً لبالونةٍ ترتدي فستانًا أزرق، رسمتهَا وأستاذةُ التجويدِ تشرحُ التوسطُ في العين. قبلَ أن تطيرَ خيالات رسمتيْ قلتُ لهَا تمهليْ يا جارّةُ وعدتُ أبتسمُ للأستاذةِ حتّى لا تُضيعَني.
قرأت في مكانٍ مَا نصيحةٍ للناشئين رأيتهَا نصفَ نصيحةٍ إن صحّ القولُ.وجدتُ فيها أن اكتبوا عن أشياءَ حدثت لكم بالفعل حتّى يسهلَ عليكُمُ التدوين. -هذا كما أذكر، والله أعلم-. أكملتُ عليهَا بقولٍ يسير؛ علينَا أن نُنوهَ هُنا أن تخيلوا واكتبوا خيالاتكم أيضًا حتّى تتفتحَ عقولكُم وتتغذى أدمغتكُم. فنحنُ كَمَا ندرسُ العقيدةِ بصبِّ العقيدةِ علينَا الاستشهادُ بالمواعظِ.
إنني حينَ بدأتُ الكتابةَ بدأتهَا تحديًا لنفسي وكتبتُ مقاليّ المتصدرَ مَعَ أبي، في حالِ عجلةٍ وقتَ انتظارِ حافلةِ المدرسةِ عندمَا كنتُ في الصفِ التاسعِ، وقد وصل خبرُ تصدرهِ بالأولِ في صيفِ ذاتِ السنةِ. وكتبتُ كتابيْ الأولَ في وقتِ مفتوحٍ فأنهيتهُ فِيْ شهرٍ ونصف إن لم تخُن ذاكرتي هذا من غيرِ سَنَتي المراجعةِ ووقتِ التصميمِ، وقد شاءَ اللهُ لهُ رؤيةَ النورِ بعدَ تمحيصٍ.
لَمْ أبلغ مِنَ العلمِ مبلغًا عظيمًا، ولم أتخصص في شيء من الحياةِ. أخذتُ أقرأ في بساتينَ كثيرةٍ ولعلّي أعطيتُ بعضهَا أكثرَ من بعضٍ. وقلوبنَا على كُلِّ حالٍ تميلُ لأمرٍ دونَ آخر.
أقولُ ختامًا، إنَّ الحروفَ مجردةٌ وأنت بكلماتك تكسوهَا اللحمَ والعظامَ. فزيّنهَا بصدقِكَ واضبطهَا بحكمةٍ.
#أروى_بنت_عبدُالله_العَبريّة
١٣ رمضان ١٤٣٦ هـ
٣٠ يونيو ٢٠١٥ م
الثلاثاء.