السبت، 24 يناير 2015

أسرع ! قبل فوات الأوان.

 


يطول الغياب،
لأننا نعيشُ غرباءً في مكان ما.
"غربةٌ وأحلام والدُنيا سَفر !

يعلمُون أنه غياب مؤقت، وأنك عائد يومًا ما. لذا تلاحظ، أن حروفك وبصماتك التي تتركها في مواقع التواصل أو أيًا كان! نقاط عبور للبشر، قطرة أنف مرّه وصلت إلى حلقك. مسودة مهملة يعودون إليها حال الاحتياج إلى تذكار.

كرقم متابِعٍ زائد أو متابَع كشهادة تعارف. أتعلم؟ ذلك الأمر لن يتغير، ستبقى حروفك المرسلة للعامة محطات. أتقبل؟ إن قلت لك مُت ليسمع العالم بقايا صوتك، سيسعى حينها الجميع ليسمعوا العالم كلماتك. هل تريد أن تصبح شخصية مشهورة على تويتر؟ مُت، لأن الجميع حينها سـ"يمنشنك" غير مُصدق، وراجيًا منك ردًا. سـ"يعاد تغريد" كل تغريداتك سـ"يفضلها" الجميع. لأنها الشيءُ الذي تركته لهم بعد رحيلك هناك. حينها، سيذكرك الجميع، ستجد البرامج مليئة باسمك. الصور تحكي بطولاتك، تعبر عن حُبك، تنادي بعطائك، كل شيء بلغة الكترونية باكية.

سينشر الجميع مقولك كحكمة، كسبب يدعوهم للبكاء، ككتاب عظيم خُتم بموتك، كأسطورة لم يكن لها مثيل. نعم! ستكون عظيمًا، لأنك مُت. حروفك حينها ستُعلق في قلوبهم، ستكون حلقة في آذانهم، عقدًا ولوحة وصورة عرض!

سينتبه العالم لحظتها أنك كنتُ تنشر فكرًا، أنك كنت تكتب حلمًا، أنك أردت تغيير فكرة، وزرع بذرة. أردت رفع فعل وجر آخر منصوب، عن التناقض في أفكارهم تحدثت. عن نصيحة وكلمة طيبة أُهملتْ. عن سكين حاولت بها كسر الباطل فكسرتْ. وعن زهرة حاولت أن تتأقلم في بيئة مختلفة فماتتْ.

المشكلة هي، أننا لم نعد نُقدر بعضنا. حتّى لا نُشعر الآخر بإنجازه لا يمكن أن يكون أفضل منا، لا يمكن أن تكون أعلى منهم ولو برقم!! (حُب ذات، أنانية).

صدقني في ذلك الوقت سيعرف الجميع ما معنى حروفك، سيود البعض لو يسأل عن قصدك، سيبكي الآخر لأنه خبأ كلمة حبسها في قلبه عنك! قُل  ما تريد لمن تريد لأنك سترحل، سيرحلون، ورُبما قبل أن يأتي الغد..
حاول أن لا يفوتك اليوم
 
"قل لأمك أنها أحب العالمين إليك، قل لأبيك أنك فخور به، قل لأخيك المسافر أنك اشتقت له، قل لأختك الرجل الذي سيفوز بك سيعرف أنه تزوج أجمل فتاة، قل لصديقك شكرًا على صبرك عليّ*.مقتبس*
 
 
إياك أن يفوتك الأوان فتعض على أصابعكم ندمًا وحسرة. لا تنتظر موت أحد حتى تفصح له عن ما في نفسك لن يسمعك حينها ولن يراك وسيكون هاتفه مغلقًا. أسعده بأن تجعل لكلامه وزنًا قبل أن يرحل فتواري وجهك خجلا من تقصيرك تجاهه. ستندم لأنه فارقك قبل أن تقول له ما أجلت قوله.
 
 
لا تنتظر أن يضمه القبر لتذرف دموعًا تواسي لوعة حزنك. خبر الرحيل قادم لا محاله. هل أنت مستعد لرحيل فلان عنك؟ أو رحيل فلان آخر؟.
ما الذي يمنعك؟ خجلك؟ نفسك؟ أم عزتها؟ ردة فعله؟ أن "يقصفك"؟ هل حزن ذلك أو ثقله يساوي رحيله الأبدي؟ ألن تندم لأنك لم تخبره؟ لأنك لم تضمه قبل أن يضمه قبره؟ لم تبكِه دعاءً في منتصف الليل قبل أن ينتصف ليله تحت الثرى؟ هل تؤلمك الدنيا بهذا القدر!
 
إلى متى ستوهم غيرك بعكس ما في روحك؟ تذكر أن موت كُل عزيز موتٌ لروحك لنشاطك لحيويتك لسعادتك أو بالمختصر: موتٌ لجزءٍ منك !
 
الموت يوجع الأحياء*.
 
#أروى_عبدُالله
4 ربيع الثاني 1436 هـ
24 يناير 2015 م
السبت.